Page 30 - أثار النوبة
P. 30

‫كان هذا المعبد يعد قبلة للرواد المصريين القدماء من العمال والحرفيين الذين يعملون في مناجم الذهب والتجارة‬
   ‫التي زادت في أيام الملك سيتي الأول وابنه رمسيس الثاني‪ .‬وأشرف على بنائه نائب الملك في كوش (ستاو)‬
                                                                          ‫الذي استعان بالفنانين المحليين‪.‬‬

     ‫وتم نقل المعبد الى منطقة جزيرة كلابشة التى تتضمن أربعة معابد هي معابد كلابشة وبيت الوالي وجرف‬
          ‫حسين وقرطاس وافتتحه الرئيس حسني مبارك عام ‪ ،2005‬وأضيف إلى الخريطة السياحية بأسوان‪.‬‬

 ‫وأهم ما يميز معبد الدر هو أنه نسخة من معبد أبو سمبل حتي ان الكتب يسمونه أي أبو سمبل المصغر‪ .‬ومعبد‬
  ‫"ال ّدر" بكسر الدال كان يقع خلف قرية الدر وكانت مركزا مهماً وبها مدرسة الكمال الابتدائية وقصر الكاشف‬

      ‫بالإضافة إلى مركز الشرطة ولكن مياه السد أتت على كل ذلك وقبلها التعلية الثانية للخزان والتى أجبرت‬
    ‫الأهالى على بناء مساكنهم ومتاجرهم على ثلاث هضاب‪ .‬ويأتى ذكر قرية الدر كثيرا فى رواية الشمندورة‬
  ‫لأهميتها السياسية قبل التعلية الثانية ولكنها فقدت ذلك لصالح قرية عنيبة فيما بعد‪ .‬نرجع ثانية للمعبد الذى هو‬
      ‫الأثر الوحيد الذى يحفظ ذكرى “الدر”‪ ،‬لقد أبهرتنى ألوان رسوم جدرانه التى احتفظت بنضارتها وزهوها‬
      ‫وأروعها وتصوير الملك رمسيس الثانى واقفا تحت شجرة الخلود بأغصانها وأوراقها الكثيفة وأمامه بتاح‬

                                                                  ‫وسخمت وخلفه الإله تحوت إله الحكمة‪.‬‬

‫المعبد مكرس لأربعة ألهة هم رع حور أخي‪ ،‬بتاح ‪ ،‬آمون راع‪ ،‬والملك رمسيس الثاني‪ .‬وهولاء الألهة الأربعة‬
          ‫تم نحت تماثيلهم في صخر قدس الأقداس لكن ما تبقي من تلك التماثيل هي الأقدام فقط حاليا‪ ،‬كما قام‬

      ‫المسيحيون الأوائل (أثناء هروبهم من الرومان إلي تلك المعابد) بتغطية تلك التماثيل بطبقات من الجص‪.‬‬
                                                                            ‫ويتكون معبد ال ّدر من جزأين‪:‬‬

                                                        ‫الأول‪ :‬مبني ويضم جزءاً من صالة الاعمدة الاولي‬

                ‫والثاني‪ :‬جزء منقوش في الصخر ويضم شرفة صالة الاعمدة الاولي وباقي المعبد حتى آخره‪.‬‬

 ‫لوحة تذكارية منقوش عليها إهداء من الحكومة الألمانية التي ساهمت بنقل المعبد إلى جزيرة كلابشة‪.1963 ،‬‬

 ‫لوحة تذكارية منقوش عليها إهداء من الحكومة الألمانية التي ساهمت بنقل المعبد إلى جزيرة كلابشة‪.1963 ،‬‬
                                                                                        ‫النص بالألمانية‪.‬‬

 ‫ويبدأ المعبد بصالة الأعمدة الأولي التي تضم ثمانية أعمدة مربعة وتنتهي بسقيفة يستند سقفها علي أربعة أعمدة‬
 ‫أوزيرية‪ .‬وتنقسم الصالة الي خمس بواكي‪ ،‬وقد غطت جدران هذه الصالة مناظر حروب الملك رمسيس الثاني‬

   ‫ضد النوبيين‪ ،‬وتليها صالة الأعمدة الثانية والتي يوجد بها ستة أعمدة مربعة‪ .‬وتتميز الصالة الثانية بمناظرها‬
      ‫الدينية مثل مناظر إقامة طقوس وتقديم أضاحي إلي الهة متعددة متضمنة رمسيس الثاني الذي اعتبر نفسه‬

    ‫شخصية مقدسة ومبجلة‪ ،‬لكن اهم وأميز منظر يوجد علي الجدار الشرقي للصالة‪ ،‬وفيه يقف الملك رمسيس‬
                                                 ‫الثاني اسفل الشجرة المقدسة ومعه تحوت وبتاح وسخمت‪.‬‬

     ‫ويلي هذه الصالة قدس الأقداس والذي يضم أربعة تماثيل مستندة علي الحائط الخلفي وهي تمثل رع حور‪-‬‬
      ‫أختي ‪ ،‬ورمسيس المبجل‪ ،‬وآمون رع ‪ ،‬وبتاح ‪ ،‬ويوجد علي جانبي قدس الاقداس غرفتان تستخدمان في‬

    ‫تخزين الادوات التي تستخدم في الطقوس‪ .‬أهم المناظر التي توجد على جدران المعبد‪ & :‬منظر يمثل آمون‬
                          ‫سين وراءه عدد ‪ 2‬خنس والذي كان يعتبر مأكولات مقوية جنسياً في مصر القديمة‪.‬‬

                                                                ‫‪30‬‬
   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35