Page 10 - الديانة المصرية القديمة
P. 10
-3نظرية خلق منف
تعد منف إحدى أهم المدن بمصر القديمة وقد حملت بمصر القديمة العديد من الأسماء أبرزها inb HD
والتي تعني الجدار الأبيض mn nfr ،بمعنى ثابت وجميل وهي نفس تسمية هرم ببي الأولHwt kA ptH ،
وهي نفس تسمية معبد بتاح .سمي الموقع بالأشورية mimpiأو mempiوباليونانية Memphisوبالعربية
منف.
كانت تعد نظرية أو مدرسة منف التي تناولت فكرة الخلق أكثر المدارس عمقاً وأكثرها حبكة ،وأقربها
للمعنوية والمنطق.
ليس هناك من شك أن أصحاب مذهب منف كانوا على دراية بما نادى به مذهبا عين شمس والأشمونين،
ومن ثم فإذا كان أصحاب عين شمس قد ذكروا أن معبودهم الخالق قد ظهر أعلى ربوة عالية وإذا كان أصحاب
مذهب الأشمونين قد نادوا بوجود ربوة عالية أيضاً ظهر عليها رب الشمس حين خرج من بيضة الثامون للمرة
الأولى فلم لا تكون الربوة العالية أو الطافية الحقيقية هي منف ذاتها وهي بالفعل أرض كانت طافية قبل أن يتحول
عنها طوفان الماء القديم ولم لا يكون ما حدث بمنف من عمران وتنظيم منذ بداية إنشائها قد حدث مثله عند نشأة
الوجود لأول مرة.
تشير نظرية منف أن معبودها بتاح هو المعبود الخلاق العظيم وأن الأرباب الأخرى التي عرفها البشر لم
تكن غير صور من بتاح ،وأعتبر أتوم في هذه المدرسة أقل شأناً من بتاح ،كما أن شفتي أتوم وأسنانه التي تفل
بهما شو وتفنوت قد استعارهما من بتاح .أشار أتباع هذا المذهب أن الكيفية التي من خلالها كان بتاح يخلق كانت
عن طريق القلب واللسان ،أي فكرة يتدبرها بقلبه وينطقها بلسانه.
تجدر الإشارة أن المصدر الرئيسي الذي وردت به نظرية منف كان يتمثل في بردية كتبت في الأسرات
الأولى بعصر الأسرات لكن سوء الحظ أصبحت البردية في حالة شديدة السوء فأعاد كهنة منف في عهد حجر
الملك شباكا من الأسرة الخامسة والعشرين كتابة ما تبقى من البردية على حجر من الجرانيت الأسود يعرف حالياً
بإسم "حجر شباكا" .عانى الحجر من تهشم جزء كبير من النصوص التي نقشت أعلاه حيث أعيد إستخدام الحجر
خلال القرن التاسع عشر الميلادي كحجر رحى قبل أن ينقل للمتحف البريطاني منذ عام 5033ليودع هناك
حتى وقتنا هذا.
10