Page 7 - الديانة المصرية القديمة
P. 7

‫‪ -2‬نظرية ثامون الأشمونين ‪the ogdoad of Hermopolis‬‬

‫تقع الأشمونين بمحافظة المنيا على بعد ‪ 033‬كم جنوب القاهرة‪ .‬كانت الأشمونين عاصمة الإقليم الخامس‬
‫عشر للوجه القبلي وقد كانت المركز الرئيسي لعبادة تحوت رب الحكمة وإله القمر‪ .‬سمي الموقع باللغة المصرية‬
‫القديمة بإسم ‪ xmnw‬بمعنى مدينة الثمانية‪ ،‬في إشارة لثامون الأشمونين الذي سيتم ذكر تفاصيله لاحقاً‪ .‬سمي‬
‫الموقع خلال العصر اليوناني بإسم ‪ Hermopolis‬بمعنى "مدينة هرمس"‪ ،‬وهرمس هو المعبود الذي دمجه‬

                                                             ‫البطالمة بالمعبود تحوت رب الموقع الرئيسي‪.‬‬
‫ذكرت هذه النظرية أن أصل الوجود يرجع إلى ثمانية عناصر طبيعية سبقت ظهور المعبود رع أتوم‬

                          ‫وأطلقوا عليهم إسم الثامون وأطلقوا على مدينتهم كما سبق الإشارة "مدينة الثامون"‪.‬‬
‫تتفق نظرية الأشمونين مع نظرية عين شمس في أن العالم كان محيطاً مائياً إسمه "نون" ولكنها تختلف‬
‫عنها في أن إله الشمس هنا لم يخلق نفسه‪ ،‬وإنما إنحدر من ثامون مكون من أربعة أزواج‪ ،‬أربعة ذكور وأربع‬
‫إناث‪ .‬إتخذ الذكور هيئة الضفادع وإتخذت الإناث هيئة الحيات‪ .‬كان كل زوج من هذه الأزواج الأربعة يمثل‬
‫مظهراً من المظاهر التي كانت تسود العالم في البداية‪ .‬فالزوج الأول هو "نون" و"نونت" ويمثل الماء الأزلي‪،‬‬
‫والزوج الثاني هو "حوح" و"حوحت" ويمثل الأبدية والوقت اللانهائي‪ ،‬والزوج الثالث هو "كوك" و"كوكت"‬

                                       ‫ويمثل الظلام أما الزوج الرابع فهو "آمون" و"آمونت" ويمثل الخفاء‪.‬‬
‫خلق الثامون بيضة ومن هذه البيضة خرجت الشمس لذا فهذه النظرية تنتهي إلى الشمس ولكنها لا تبدأ بها‪،‬‬
‫وطبقاً لهذه النظرية فالشمس ولدت في هرموبوليس وليس في هليوبوليس ومن ثم فإن لهرموبوليس حق السيادة‪.‬‬

                            ‫بعد أن خلق الثمانية العالم حكموا فترة من الزمن ثم انتقلوا بعد ذلك للعالم السفلي‪.‬‬
‫وردت تفاصيل هذه النظرية بنصوص تنتمي معظمها لطيبة والتي كان معبودها آمون واحداً من آلهة‬
‫الأشمونين الثمانية كما تنتمي بعض المقتطفات منها للعصر اليوناني الروماني وليس للعصور الفرعونية وذلك‬
‫بالرغم أن أحداثها شديدة القدم‪ .‬لكن لماذا لم يتم تسجيل هذه النظرية بنصوص أقدم مثل نظرية عين شمس؟؟؟‬
‫يرى بعض الدارسين أن الأشمونين لم تكن يوماً ما مقراً للعرش المصري ولذلك ربما لم تجد ملكاً يهتم بها‬
‫بالدرجة التي تجعله يأمر بنقشها في مقبرة أو هرم أو حتى على حجر ويرى بعض الدارسين أن المدينة ربما‬

                                  ‫تعرضت للتخريب منذ عصور ما قبل التاريخ مما أدى لفقدان تلك النظرية‪.‬‬

                                                                 ‫‪7‬‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12