Page 4 - الديانة المصرية القديمة
P. 4
الفصل الأول
فكرة الخلق عند المصري القديم
حاول المصريون القدماء منذ عصورهم القديمة التعرف على العالم وأسراره وكيفية خلق الأرض وعندما
إستقرت الأمور في البلاد بدأ رجال الفكر والدين منذ فجر التاريخ في تقديم وجهات نظر مختلفة تتعلق بتفسير
نشأة الكون ،ويمكن تقسيم نظريات خلق الكون إلى نظريات خلق كبرى ونظريات خلق صغرى وهو ما يبرز
فيما يلي:
أولاً :نظريات الخلق الكبرى )(Major Creation Theories
-1نظرية عين شمس
تعد هليوبوليس أحد أهم ثلاثة مدن بمصر القديمة مع طيبة ومنف .تقع هليوبوليس حالياً شمال شرق
القاهرة بالمطرية .سميت قديماً بإسم iwnwفيما سميت خلال العصر اليوناني بإسم هليوبوليس وهي تسمية
تعني "مدينة الشمس" في إشارة لكون رع معبودها الرئيسي.
تعد نظرية خلق هليوبوليس (إيونو قديماً -عين شمس) أقدم نظريات الخلق بمصر القديمة حيث يرى
Siegfried Morenzأن هذه النظرية قد ظهرت وانتشرت بشكل كبير خلال الأسرات من الثالثة للخامسة.
وردت تفاصيل هذه النظرية بمتون الأهرام .تتحدث هذه النظرية أنه بماضي قديم لم يكن هناك أرض ولا سماء،
وما من أرباب أو بشر ،فقط لم يكن هناك سوى عدم مطلق ،لا يشغله سوى محيط أزلي أو كيان مائي لا نهائي
عظيم أطلقوا عليه إسم "نون" وقد ظهر أعلاه تل أزلي وبه ظهر معبود خالق يدعى أتوم الذي إرتقى حجر في
هليوبوليس يسمى "بن بن" ،ويتخذ البن بن الشكل الهرمي الذي أصبح رمز لعقيدة رع حيث إعتقد الأشخاص
الذين دفنوا بالأهرامات أنهم سينهضوا ويبعثوا مرة أخرى مثل رب الشمس .ظل أتوم لفترة هكذا بمفرده فشعر
بالوحدة فبدأ عملية الخلق وخلق معبود ذكر يدعى شو رب الفراغ والهواء ومعبودة أنثى تدعى تفنوت ربة الرطوبة
والندى .فيما يتعلق بالطريقة التي أنجب أتوم من خلالها كل من شو وتفنوت هناك أراء عديدة حيث ذكر البعض
أن أتوم إمتزج بظله فأنجبهما وذكر البعض الأخر أنه قد بصقهما .يميل الدارسون للرأي الثاني حيث دعموا
رأيهم بأن إسم شو مشتق من كلمة iSSوتعني "البصق" كما أن إسم تفنوت مشتق من كلمة tfوتحمل كذلك
معنى "البصق".
4