Page 16 - الديانة المصرية القديمة
P. 16
الفصل الثاني
المعبودات المصرية القديمة
أنواع الألهة
كان الدين منفذاً حاول المصري القديم من خلاله تفسير الظواهر المحيطة به حيث فسر مظاهر الطبيعة
حينما عجز عن فهمها بأن السبب ورائها يرجع لقوى خارجة عن تفكيره ،ورأي المصري القديم أن المعبودات
كالبشر يمكن أن يتم إسترضائهم بالقرابين.
عرف المصريون نوع من الآلهة يطلق عليهم الألهة المحلية فتجد لكل أسرة ولكل إقليم معبوداتها المحلية
المتعددة .لذا فقد تميزت كل مدينة بمعبود خاص ،ربما كان في الأصل هو الكائن الغالب في البيئة أو الكائن
الأكثر تأثيراً في سكانها فعبد التمساح في المناطق التي تكثر فيها الجزر أو البحيرات حيث يكثر وجوده هناك
فعبد في مناطق مثل دندرة ،كوم امبو والفيوم ،كما عبدت الثعابين في مناطق التلال القريبة من الوادي وفي
مستنقعات الدلتا حيث يكثر وجودها.
عندما اتحدت الدولة تحت حكم ملك واحد ظهر نوع أخر من الألهة هو معبود الدولة ،والذي كان في أصل
أحد المعبودات المحلية ثم إستطاع حاكم إقليمه أن يفرض سيطرته على مصر بأكملها فجعل كل القوم يقدسون
معبوده فيصبح بالتالي معبود الدولة بأكملها.
مثال :تجد أبرز مثال على ذلك أن امون كان المعبود الرئيسي في طيبة وعندما نجح ملوك طيبة سقنن رع
ثم كاموس ثم أحمس في طرد الهكسوس وبعد أن أعاد أحمس وحدة البلاد مرة أخرى وصار ملكاً على مصر
العليا والسفلى وأراد إختيار معبود ليعبد بالدولة كلها لم يجد أفضل من أمون للقيام بهذا الدور فتحول أمون من
معبود يعبد بدرجة كبيرة في منطقة أو إقليم إلى معبود يعبده الجميع بمصر كلها.
كان هناك نوع ثالث من الألهة يسمى الألهة العالمية أو الطبيعية فتجد إله للشمس وإلهة للسماء وإله لعنصر
ما بالطبيعة.
هل قدس المصري القديم الحيوانات والطيور؟
لم يقدس المصري حيواناً لذاته ولم يقولوا أن أربابهم متجسدين مادياً في هيئة حيوان أو طير ،فعلى سبيل
المثال الربة حتحور ليست متجسدة أمامهم في الأبقار التي كانوا يروها أو أن أي قطة كانت تسكنها الربة باستت
أو أن أي صقر كان بداخله حورس ،لكن إذن لماذا ربطوا بين معبودهم بحيوان أو طائر؟؟؟ لماذا حتحور تظهر
16