Page 17 - الديانة المصرية القديمة
P. 17

‫بهيئة بقرة في المناظر على سبيل المثال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كان الهدف من ذلك هو الرمزية‪ ،‬بمعنى أنك تريد أن ترمز‬
‫لصفة معينة من صفات الإله وهذه الصفة تظهر ببعض المخلوقات الظاهرة‪ ،‬كما أنهم أرادوا التقرب للمعبود عن‬
‫طريق تقديم الرعاية والإهتمام بالمخلوق الذي رمزوا لمعبودهم به‪ .‬إذن نفهم من ذلك أن إختيار المصريين‬
‫القدماء لرمز أو فرد من الحيوان لم يكن يؤدي بذلك لتقديس كل أفراد نوعه‪ .‬لذا كان يمكن أن تجد قرية ترمز‬
‫لمعبودها بهيئة الثور وفي نفس الوقت تجدهم يستخدموا الثور في أعمال الحقل والنقل والذبح‪ .‬فكان الكهنة‬
‫يختاروا حيوان واحد ثم يصنعوا له مزار أو مكان مخصص حتى ينفق (ينفق بمعنى يموت) وذلك على العكس‬

                            ‫من بعض الشعوب الأخرى التي كانت تقدس أنواعاً من الحيوانات بكافة أفرادها‪.‬‬

                                                                          ‫هيئات الألهة‬

‫كما سبق الإشارة أن المصري القديم إختار إلهه من طبيعة البيئة التي كان يعيش فيها وكانوا يضعوا في‬
‫إعتبارهم مدى إفادتهم من هذه الألهة سواء إتقاء شر هذا المعبود أو جلب الخير لهم‪ .‬فمثلاً لاحظوا أن الكبش‬
‫يتسم بالحيوية فرمزوا له بالإخصاب الطبيعي والقدرة على التناسل‪ ،‬ورمزوا بنفع البقرة للسماء وحنوها‪ ،‬ورمزوا‬
‫بقوة السباع واللبؤات لأرباب الحرب ورباتها‪ ،‬ورمزوا بفراسة القرد واتزان طائر أبي منجل لإله الحكمة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫صور المصريون ألهتهم كذلك بهيئة بشرية مع التأكيد على تميزهم عن الإنسان في أبديتهم وقدراتهم‪.‬‬
‫ولكنهم أرادوا التمييز بين كل معبود عن الأخر فمثلوها بجسد إنسان ورأس الحيوان أو الطير الذي رمزوا به‬
‫إليه‪ .‬كما قاموا أحياناً بتمثيلهم بهيئة أدمية كاملة مع التمييز فيما بينهم من خلال وضع علامة أو شارة تدل عليه‬
‫فتجد ألهة عرفت بهيئة بشرية كاملة لكنك تستطيع التفرقة بينهم من خلال الرموز المصاحبة لهم في المناظر ومن‬

                      ‫أبرز الألهة الذين إحتفظوا بهيئتهم الأدمية كان أتوم‪ ،‬بتاح‪ ،‬جب‪ ،‬أوزير‪ ،‬إيسة‪ ،‬سيشات‪.‬‬

                                                                         ‫تسمية الألهة‬

‫ندر أن قدس المصري القديم معبوداً ذا رمز حيواني بإسم الحيوان المادي الذي يرتبط به فهم لم يقدسوا‬
‫الصقر بإسمه الحيواني المعروف في اللغة المصرية القديمة ‪ bik‬ولكن أعطوه إسم رباني "‪ "Hr‬ولم يقدسوا‬
‫الكبش بإسمه ‪ bA‬ولكن قدسوه بإسم ‪ Xnmw‬و ‪ ،Imn‬ولم يقدسوا السماء بإسم السماء ‪ pt‬لكن قدسوها بإسم‬

                                                                                           ‫‪ Nwt‬وهكذا‪.‬‬
‫ويمكنك أن تلاحظ أن الأسماء التي أطلقوها على ألهتهم كانت صفات أكثر من كونها أسمها‪ ،‬فإسم "حور"‬
‫يعني العالي أو البعيد وإسم "سخمت" يعني القوية أو القادرة وإسم "أمون" يعني الخفي‪ ،‬وإسم "أتوم" يعني الكامل‪.‬‬

                                                                ‫‪17‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22