Page 22 - الديانة المصرية القديمة
P. 22
كما ترك الملك العاصمة "منف" ،وانتقل إلى الصعيد ،وصمم مقبرته في "أبيدوس" بدلاً من جبانة "سقارة"،
كما اعتاد أسلافه من ملوك الأسرة الأولى ،وربما من ملوك الأسرة الثانية أيضاً ،وإن كان ليس لدينا ما يدل على
رد فعل أهل الشمال من موقف الملك ،وبخاصة وأن هذا العمل كان خروجاً قوياً على ما سارت عليه مصر من
تقاليد منذ بداية عصر الأسرة الأولى على الأقل ،حيث أن تمثيل الملك بالمعبود "حور" أصبح متأصلاً منذ أجيال،
حيث أن حجر الزاوية في الحضارة المصرية القديمة كان قائماً على "ألوهية الملك" ،والذي يصبح منذ اعتلائه
العرش هو "حور" ،وكان يقدس من شعبه على هذا الأساس ،وباعتبار أنه معبود يحكم الناس على الأرض،
ويقوم بحفظ النظام ،وتحقيق العدالة ،وضمان النعم الإلهية للبلاد.
-أما في عهد كل من خع سخم وخع سخموي(على إعتبار الرأي بأنهما يمثلان ملكان مختلفان) (حوالي
عام 0606ق.م) ،فقد عمل كل من الملكين على القضاء على أسباب الفتنة ،وتأديب المتآمرين ،وعاد المعبود
"حور" إلى مكانته السابقة .وكان الملك "خع سخموي" قد اتخذ لنفسه شعاراً ضم كلاً من المعبودين "حور"
و"ست" معاً ،وجهاً لوجه.
،وشيد له الملك ت -إتخذ الهكسوس من ست رباً لهم حيث دمجوا بينه وبين معبودهم بعل
أبوفيس معبداً بجوار قصره وكان يقدم له الأضاحي كل صباح.
ث -ظهر ست كصاحب مكانة ممتازة خلال الأسرة التاسعة عشرة وقدره الفراعنة فكان الإله المحلي في
بر رعمسيس وإعتبروه معبوداً حامياً لهم ،حتى أن جيوش رمسيس الثاني نظمت في فيالق أربعة تحمل أسماء
أربع ألهة :أمون ،رع ،بتاح وست ،فمن طيبة أتى فيلق أمون ،ومن منف ومصر الوسطى أتى فيلق بتاح ،ومن
عين شمس والدلتا أتى فيلق رع ،ومن بر رعمسيس أتى فيلق ست ،بما يعني أن ست وضع في مصاف هذه
الألهة .ومما يدل على تمتعه بمكانة كبيرة أنذاك هو أن إسمه دخل في تركيب إسمين من ملوك هذه الأسرة وهما:
سيتي الأول وسيتي الثاني.
22