Page 60 - الديانة المصرية القديمة
P. 60
الفصل الرابع
المعابد والأعياد والكهنة
لم يكن المعبد المصري يشبه ما نعنيه الآن بمكان العبادة فهو ليس مكاناً يذهب إليه المتعبد ليصلي للإله
ولا هو بالدار التي تحتشد فيها الجماهير لممارسة الطقوس والترقب أن يتجلى عليها الإله وقت الإحتفال ،حيث
أن المعبد المصري لا يستقبل الجماهير.
كانت المعابد خلال عصر ما قبل الأسرات مكونة من حجرة صغيرة مقامة من الخشب أو من القصب،
وكانت مساحة المعبد محاطة بسور حتى لا يدخلها إلا من يسمح له.
تطور شكل المعبد منذ بداية الدولة القديمة فأصبح يشيد من الطوب اللبن ومن مواد أكثر صلابة كالحجر
الجيري بل والجرانيت أيضاً .وكان يزين من الداخل بالأعمدة وتحلى الجدران بالنقوش .ويعد أبرز أمثلة معابد
هذه الفترة معابد الشمس المشيدة خلال الأسرة الخامسة.
أما المعابد العظيمة التي شيدت في عهد الدولة الوسطى فلم يبق معبداً كاملاً إذ خربت كلها تقريباً في عهد
الهكسوس إلا أن تخطيطها ربما قد ارتقى لتخطيط المعابد المعروف في الدولة الحديثة.
إتسمت معابد الدولة الحديثة بوجود طريق مرصوف مزين على كلا الجانبين بتماثيل أبي الهول يؤدي إلى
المعبد وكان يحيط بالمعبد جدار من الطوب اللبن ويدخل الزائر للداخل عبر بوابة عظيمة مشيدة من الحجر .بعد
أن يجتاز البوابة يجد الزائر صرح عظيم مكون من باب ضخم ذي برجين .بعد إجتياز الصرح يرى الزائر
نفسه في ساحة واسعة مكشوفة مزينة جوانبها بالأعمدة وفي وسط الساحة كان يوجد مذبح يجتمع حوله الناس
أيام المواسم والأعياد ،وكان محظوراً على العامة أن يتجاوزوا حدود هذه الساحة لداخل المعبد .يلي الفناء
المفتوح صالة الأعمدة وهي مسقوفة ،ويلاحظ أنه كلما قمت بالسير داخل المعبد تجد أن مستوى الأرض يرتفع
ومستوى السقف والإضاءة ينخفض .تؤدي صالة الأعمدة لقدس الأقداس وهو مقر معبود المعبد وقد جرت العادة
أن يشتمل قدس الأقداس على ثلاث مقاصير ،ففي الوسط كان يوضع تمثال الإله العظيم (أمون رع) وفي
المقصورتين الأخرتين كان يوضع تمثالا المعبودين المكملين للثالوث ،ففي طيبة كانت الربة موت والمعبود خنسو
رب القمر.
60