Page 61 - الديانة المصرية القديمة
P. 61
كانت تحجب هذه التماثيل عن أعين الناس حتى أنهم لم يجرؤا ولو لمرة واحدة على تصويرها في رسوم
المعابد وحتى صور قدس الأقداس لا يظهر فيها إلا القارب المقدس تزينه من الأمام والخلف رأس حيوان الإله
المقدس.
خلافاً لهذه المعابد البسيطة كان هناك معابد أعظم حجماً مثل الأقصر والكرنك ويرجع السبب لإختلاف
تخطيطهما لانهما لم يشيدا على حسب تخطيط واحد بل كانا نتيجة تخاطيط عديدة وضعها معماريون مختلفون
حيث كان كل فرعون يريد أن يشيد لنفسه جزء يضاف للمعبد الأصلي فيفاخر بذلك أسلافه.
جرت العادة على وجود مكان للحيوان المقدس الذي كان يتجسد فيه الإله على الأرض فكان العجل أبيس
معبود منف يتخذ مقامه على مقربة من معبد بتاح.
كان يوجد خارج المعبد الأصلي مساكن للكهنة ومباني خاصة بالفلاحة ومخازن الغلال والحظائر وحدائق
فكان المعبد ومرفقاته شبيهاً بمدينة صغيرة.
كانت جدران بوابات المعابد وقاعاتها وأماكن العبادة بها تغطى بصور ونقوش هيروغليفية وكانت الجدران
الخارجية التي كان يراها العامة مثل جدران الصروح والساحات تنقش بمفاخر الملك الدنيوية كالشجاعة التي
أظهرها في معاركه ضد أعدائه بالإضافة لتخليد الأعياد العظيمة التي أقامها فمثلاً على جدران إحدى ساحات
معبد الدير البحري تجد تفاصيل البعثة التجارية التي أرسلتها حتشبسوت لبونت.
أما جدران المعبد الداخلية فيظهر بها مناظر الإحتفالات الدينية التي كانت تقام داخل المعبد فيظهر الملك
أمام الألهة يقدم لها البخور أو يصب الماء أو يهدي لها النبيذ أو اللبن أو الخبز أو الزهور وفي مقابل هذا تكافئه
الألهة بالحياة .وفي مناظر أخرى نرى فرعون تتوجه الهتا الجنوب والشمال أو نرى إله المعبد الأكبر ينقش إسم
الملك على شجرة الجميز المقدسة حتى يضمن بذلك تخليد حكمه .كما ارتبطت بعض المناظر بالطقوس الدينية
فمثلاً هناك مناظر تصور الملك يصب عليه حور وتحوت الماء المقدس وبعد ذلك يسير ليقف أمام المعبود مطهراً
من كل غبار الحياة اليومية أو نراه في قدس الأقداس وهو يؤدي كل أنواع الطقوس الدينية أمام المركب المقدسة.
61