Page 3 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 3
ٌ
مٌـقدمـة
يتناول هذا الكتاب التطور العمرانى والمعمارى لمدينة القاهرة الفاطمية وعرض
لنماذج من عمائر العصرين الأيوبي والمملوكي ،فرغم أن فترة العصر الأيوبي كانت متقدة
سياسياً وعسكرياً ،إلا إنها خلفت لنا أهم المدن والعمائر حتى الآن ،فلقد بدأ منذ تلك الفترة
نواة مدينة القاهرة الحديثة بضم السلطان صلاح الدين لعواصم مصر الإسلامية داخل سور
واحد ،كما وصلنا إلينا مبنى قلعة الجبل ،الذي ظل مقراً لحكم مصر حتى القرن 11م ،وعلى
مستوى مصر وصلنا عدة قلاع مع تجديد أسوار مدينة الإسكندرية ،كما نتج عن الغزو
الصليبي لمصر عن طريق دمياط في عهد السلطان الكامل إنشاء مدينة المنصورة ،وانتشر
على يد الأيوبيين نظام المدارس في طول مصر وعرضها ،وكذلك أيضا أنتشر نظام
خانقاوات الصوفية
أما عصر المماليك البحرية فقد ولد من رحم الجهاد في معركة المنصورة في عهد
الصالح نجم الدين أيوب ،الذي استجد تلك الفرقة من المماليك ،الذين قيض الله على أيديهم
رفع راية الإسلام في موقعة عين جالوت والقضاء على الخطر المغولي المحدق بمصر وبلاد
الشام ،كما كان على أيديهم القضاء على الصليبيين في بلاد الشام وطردهم نهائياً في نهاية
القرن 7ه13/م ،مما كان له أكبر الأثر في ازدهار دولتهم في كل النواحي ،والذي ظهر جلياً
في مبانيهم الباقية حتى الآن والتي اندثرت وحفظتها لنا المصادر التاريخية التي كانت نتاج
عصرهم ،فأصبحت مدينة القاهرة عاصمة العالم الإسلامي على أيديهم وذلك بعد سقوط بغداد
عاصمة الخلافة العباسية ،مما كان له أكبر الأثر في جذب علماء وصناع وفناني ومهندسي
العالم الإسلامي إليها ،والذي سنراه في عمائرهم التي تميزت بالفخامة والعظمة والدقة إلى ما
لا نراه الآنٌ ٌ.
وفى العصر المملوكى الجركسى واستمر امتداد مدينة القاهرة الفاطمية نحو الشمال،
وازداد نحو الشمالى الشرقى حتى وصل الى صحراء الريدانية (العباسية) ،وع َّمرت منشآت
-3-