Page 88 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 88
أولاٌ-:الخانقاواتٌفىٌالعصرٌالأيوبى
(ٌٌ643ٌ–ٌ565هــ)ٌ(1250ٌ–ٌ1151م) ٌ
كلمة الخانقاه معربة من الفارسية( :خانكاه) أصلها خان كاه او خانقاه ،وخانقاه مصطلح مكون
من مقطعين "خان" بمعنى بيت ،و"آقا" بمعنى أستاذ بالفارسية ،أي بيت الأستاذ ،وجعلت فى بادئ الأمر
لانقطاا الصوفية فيها للعبادة والذكر ،ومع تطور التصوف فى العصر المملوكى وتطور العمارة أيضا
تطور مفهوم الخانقاه ،ومن دراسة وثائق الاوقاف يمكن القول بأن الخانقاه فى عصر سلاطين المماليك
أصبحت مسجد وبيت للصوفية ،وقد تكون مسجد ومدرسة وضريح (قبة للدفن) ومساكن للطلبة هم
انفسهم الصوفية أى مجموعات دينية كاملة للسلاطين مثل خانقاه السلطان الظاهر برقوق بصحراء
المماليك ،وقد تتسع بيوت الصوفية لعدد كبير يصل الى أربعمائة مثل خانقاه السلطان بيبرس الجاشنكير
بالجمالية والتى يرجع تاريخ تأسيسها الى سنة 616هـ 7811 /م ،وعرفت الخانقاه مع العثمانيين
بالتكية ،وي َّع ِرف المقريزى فى خططه الخانقاه بأنها"هى كلمة فارسية معناها بيت وقيل اصلها خونقاه أى
الموضع الذى يأكل فيه الملك والخوانك حدثت فى الاسلام فى حدود الاربعمائة من سنى الهجرة وجعلت
لتخلى الصوفية فيها لعبادة ق تعالى" أى الخانقاه تعنى بيت الصوفية
ولقد اختلفت الآراء حول أصل كلمة "التصوف" ومشتقاتها من أمثال صوفى ومتصوف وصوفية
أو متصوفة وتصوف ..الخ ،غير أن عامة الباحثين أجمعوا على أن اللفظ "صوفى" مشتق من اللفظ
"صوف :شعر الضأن" كصفة نسبة له ،فهو كان لباسا بسيطا رخيصا وقت ظهور المتصوفة ويرى
المتصوفون أنه يذلل النفس الشاردة ويكسر نخوتها لتلتزم المذلة والمهانة وتعتاد القناعة ،أما ظهور لفظ "
الصوفية" فيرجع الى عام 799هـ 379 /م حيث اطلق على مذهب من مذاهب التصوف الاسلامى
يكاد يكون شيعيا ،نشأ فى الكوفة وكان "عبدك الصوفى" آخر أئمته ،وهو من القائلين بان الامامة بالتعيين
وتوفى فى بغداد سنة 071هـ 305 /م ،ولقد كان لفظ الصوفية فى اول الامر مقتصر على متصوفى
الكوفة فقط وبعد خمسين عاما امتد ليشمل جميع متصوفة العراق ،ولم تلبث الكلمة الى أن انتشرت فى
العالم الاسلامى أجمع وحتى وقتنا هذا فلقد تحدد معنى الصوفية بشكل واضح ما بين القرنين السابع
والحادى عشر ،غير أن مؤسساتها الاجتماعية والسياسية بدأت بالظهور ما بين القرنين الثانى عشر
والرابع عشر .اذن فالصوفية هى بحث المسلم عن الاشباا الدينى والسمو الروحى ،للوصول بالانسان
الى اقصى قدراته ،حتى يستطيع التوحد مع الوجود الالهى ،والخضوا المطلق للمشيئة الالهية
وكانت الخانقاوات معاهد لتعلم الفقه والحديث والتفسير والزهد وملجأ للغرباء والوافدين اشتملت
على مكتبات ضخمة واواوين لتدريس الفقه على المذاهب الاربعة ومطابخ لاطعام المترددين عليها
وخلاوى للطلبة ،لذلك تعتبر الخانقاوات مؤسسات ذات طابع خاص ،من حيث الادارة المنظمة والتخطيط
- 88 -