Page 89 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 89
المعمارى كما ان لها نظام ادارى ممثلا فى ناظر للوقف ولها ائمة واساتذة على المذاهب الاربعة ومؤذن
وكتبة وطباخين وغيرهم من الموظفين ،واقتضت وظيفتها كذلك أن يكون لها تخطيط خاص فهى تجمع
بين تخطيط المسجد والمدرسة ويضاف الى هذين التخطيطين الغرف التى يختلى او ينقطع بها المتصوف
للعبادة والتى عرفت فى العمارة الاسلامية باسم الخلاوى
هذا وقد اهتم السلطان الناصر صلا الدين الأيوبى بالتصوف وترتب على ذلك ظهور نموذجا
جديدا فى عمارة القاهرة فى العصر الأيوبى ألا وهو "الخانقاه» وأسس أول خانقاه فى مدينة القاهرة
الفاطمية عرفت باسم "الخانقاه الصلاحيه سعيد السعداء" ،إذ ح َّول أحد الدور الفاطمية المواجهة لدار
الوزارة الفاطمية الكبرى (التى حل محلها الآن خانقاه بيبرس الجاشنكير بشارا الجمالية) الى دويرة
للصوفية والتى تعد أول خانقاه أقيمت للصوفية فى مصر ،كما تعد أول تنظيم إدارى للطرق الصوفية،
واستمر الاهتمام بالتصوف أيضا فى العصر المملوكى فانتظموا فى جماعات مرتبة داخل الخانقاوات
وتطورت التنظيمات الادارية للطرق الصوفية فى العصور التالية وأصبح لكل طريقة شيخا،
ولكل شيخ خلفاء فى القرى ،حتى عرف فى العصر الحديث رئيس الصوفية بشيخ مشايخ الطرق
الصوفية ويعين بقرار من رئيس الدولة
ويذك القلقشندى أن " الخواني فمما لم يعهد بالديار المصرية قبل الدولة الأيوبية وكان المبتكر
لها السلطان صلاض الدين يوسب بن أيو رحمه الله فابت ى (الخانقاه الصلاحية) المعروفة بسعيد
السعداء ......فلما ملك السلطان صلاض الدين جعلها خانقاه ووقب عليها قيسارية الشر داخل
القاهرة وبستان الحبانية بزقا المركة"
وبالرغم من قلة عدد الخانقاوات فى العصر الأيوبى ،إلا أنها كانت النموذج المعمارى الذى أثار
منافسة قوية وانتشر بشكل واسع فى العصر المملوكى ،وتواكب ذلك مع انتشار التصوف فى مصر فى
هذا العصر ،وتطورت تطورا كبيرا مع تطور سائر المؤسسات الوقفية التى انتشرت فى هذا العصر،
كذلك اعتبرت الخانقاوات مساجد وبيوت للصوفية واشترط فيمن يقيم بها ان يكون متبعا لطريقة التصوف
- 81 -