Page 94 - أثار مصر الإسلامية 2
P. 94

‫بوضو مدى اندماج التصوف فى الحياة المدنية القاهرية‪ ،‬وأن المتصوفة بدأوا يتابعون نظام المدرسة؛‬
‫مما أكسبهم تعليما دونياويا مكنهم من تحسين مجرى نشاطهم‪ ،‬وفى الوقت نفسه اكتسب الطلبة معلومات‬
‫عن المدخل الصوفى للدين من خلال معايشتهم للصوفية‪ ،‬وعن طريق هذا الدمج تخلت مؤسسة التصوف‬

                                                                       ‫جزئيا عن طبيعتها الانعزالية‬

           ‫‪ ‬مسجدٌومدرسةٌوخانقاهٌالظاهرٌبرقوقٌ(‪533ٌ-536‬هـٌ‪1836-1834/‬م)‬

‫مسجلة فى عداد الآثار الإسلامية برقم (‪ )731‬وتقع بشارا المعز لدين ق بين المدرسة الكاملية‬
‫ومسجد الناصر محمد بن قلاوون بحى النحاسين‪ ،‬شيدها السلطان الملك الظاهر برقوق بن أنس‬
‫الجركسى‪ ،‬أول سلاطين المماليك الجراكسة فى مصر‪ ،‬وكان فى الأصل مملوكا للأمير يلبغا الكبير‬
‫فسماه برقوقا لنتوء فى عينيه ‪ ،‬وظل يتقلب فى مناصب الدولة إلى أن أسعده الحظ فولى الملك فى سنة‬
‫‪ 139‬هجرية ‪7830 /‬م‪ ،‬وصفه المؤرخون بالشجاعة وكان محبا للعمارة‪ ،‬وتوفى سنة ‪ 317‬هـ‪7899 /‬‬

                                                     ‫م ودفن بمجموعته المعمارية بصحراء المماليك‬
‫شيد السلطان برقوق هذه المجموعة بعد سلطنته سنة ‪136‬هـ ‪7839 /‬م وكان بموضعها قبل انشائها‬
‫فندق يعرف بخان الزكاة كان مملوكا لورثة السلطان الناصر محمد بن قلاوون‪ ،‬فاشتراه منهم ثم عهد‬
‫الى الأمير جركس الخليلى الأمير آخور بالاشراف على العمارة‪ ،‬وتم الفراغ منها سنة ‪133‬هـ ‪/‬‬
‫‪7836‬م‪ ،‬ونقل رفات والده أنس وكذلك دفن أولاده وخوند شيرين زوجته الى القبة الضريحية بهذه‬

                                                                                          ‫المدرسة‬
‫وقد بنيت هذه المدرسة على نفس بقية المدارس ذات التخطيط المتعامد فهى مكونة من صحن‬
‫مكشوف تحيط به أربع إيوانات وقد عنى المهندس بتخطيطها وتنسيقها وتأنق فى زخرفتها وتزيينها فقسم‬
‫إيوان القبلة إلى ثلاثة أقسام وغطى القسم الأوسط منها بسقف مستو حلى بنقوش مذهبة جميلة وفصله عن‬
‫القسمين الجانبيين بصفين من الأعمدة الجرانيتية الضخمة وكسا جدران هذا الإيوان بوزرة من الرخام‬
‫الملون يتوسطها محراب من الرخام الدقيق المطعم بفصوص من الصدف كما فرش أرضيته بالرخام‬
‫الملون برسومات متناسبة‪ ،‬وقد فقد المنبر الأصلى للمسجد وحل محله المنبر الحالى الذى أمر بعمله‬
‫السلطان الظاهر أبو سعيد جقمق فى منتصف القرن التاسع الهجرى ‪ /‬منتصف القرن الخامس عشر‬
‫الميلادى وفى الطرف الشمالى توجد قبة الضريح ويتوصل اليها من باب على الصحن يؤدى الى‬
‫المدرسة ثم اليها‪ ،‬وهى قبة غنية بزخارفها فى الوزرات الرخامية وفى المحراب والنقوش ويتوسطها قبر‬

                                                                       ‫دفن فيه والد المنشئ وأولاده‬

                                                     ‫‪- 14 -‬‬
   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99