Page 22 - إرشاد سياحي إسلامي
P. 22
-4خانقاهٌالسلطانٌبيبرسٌالجاشنكير
تقع هذه الخانقاه بشارع الجمالية ،أنشأها السلطان الظاهر بيبرس الجاشنكير (تولى سنة 718ه/
1118-1119م) سنة 718-716ه1111-1116/م ،ذكر المقريزي أن-:
"هذه الخانقاه من جملة دار الوزارة الكبرى ...وهى أجل خانقاه بالقاهرة ُبنيانإا وأوسعها مقدارا وأتقنها
صنعة ،بناها الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير المنصوري قبل أن يلي السلطنة وهو أمير ،فبدأ في بنائها
في سنة ست وسبع مائة ،وبنى بجانبها رباطا كبيرا يتوصل إليه من داخلها ومن باب آخر يسلك إليه من الزقاق
المقابل لخانقاه سعيد السعداء ،وجعل بجانب الخانقاه قبة بها قبره ،ولهذه القبة شبابيك تشرف على الشارع
المسلوك فيه من رحبة باب العيد إلى باب النصر ،من جملتها الباب الشباك الكبير الذي حمله الأمير أبو الحارث
البساسيري من بغداد لما غلب الخليفة القائم العباس ي وأرسل بعمامته وشباكه الذي كان بدار الخلافة في بغداد
وتجلس الخلفاء فيه ...فلما ورد هذا الشباك من بغداد ُعمل بدار الوزارة واستمر فيها إلى أن عمر الأمير بيبرس
الخانقاه المذكورة فجعل هذا الشباك بقبة الخانقاه ...ولما شرع في بنائها رفق بالناس ولاطفهم ولم يعسف فيها
أحدا في بنائها ولا أكره صانعا ولا غصب من آلاتها شيئا ،وإنما اشترى دار الأمير عزالدين الأفرم التي بمدينة مصر
واشترى دار الوزير هبة الله بن صاعد الفائزي وأخذ ما كان فيهما من الأنقاض ،واشترى أيضا دار الأنماط التي
كانت برأس حارة الجودرية من القاهرة ونقضها وما حولها ،واشترى أملاكإا كانت قد بنيت في أرض دار الوزارة من
ملاكها بغير إكراه وهدمها ،فكان قياس أرض الخانقاه والرباط والقبة نحو فدان وثلث ...ولما ك ُملت في سنة تسع
وسبع مائة قرر بالخانقاه أربع مائة صوفي ،وبالرباط مائة من الجند وأبناء الناس الذين قعد بهم الوقت ،وجعل
بها مطبخا ...ورتب بالقبة درسا للحديث النبوي ...فلما خلع من السلطنة وقبض عليه الملك الناصر محمد بن
قلاوون وقتله ،أمر بغلقها وأخذ سائر ما كان موقوفا عليها ومحل اسمه من الطراز الذي بظاهرها فوق
الشبابيك ،وأقامت نحو عشرين سنة معطلة ...ومن حسن بناء هذه الخانقاه أنه لم يحتاج فيها إلى مرمة منذ
بنيت إلى وقتنا هذا ،وهى مبنية بالحجر ،وكلها عقود محكمة بدل السقوف الخشب ،وقد سمعت غيرواحد يقول
إنه لم تبن خانقاه أحسن من بنائها".1
ٌ-ٌ1المقريزيٌ،الخططٌ،جٌ،4قٌ،2صٌ .243-232
- 24 -