Page 23 - إرشاد سياحي إسلامي
P. 23
نستفيد من هذا النص أن هذه الخانقاه بنيت موضع دار الوزارة الفاطمية ،وأن بيبرس استعمل
أنقاضها ف بنائه الجديد كالشباك الذي أحضر من بغداد ووضعه ف القبة ،كما اشترى مبان أخرى
ليستعمل أنقاضها ف البناء.
ونستفيد أيضاً أن هذا المبنى كان مكون من الخانقاه وقبة لدفن المنشئ ،وأن عدد خلاويها كانت
نحو أربعمائة خلوة للصوفية ،ومكان لطبخ الطعام ،كما إنه بنى رباط للجند وأولاد الأمراء الذين انحدر
بهم الزمن ،وبه مائة خلوة ،وأن السلطان بيبرس أقام درساً للحديث بالقبة ،كما نعرف منه أيضاً أن
السلطان الناصر محمد هو الذي أمر بتكسير اسم بيبرس من على الشريط الكتاب بواجهة الخانقاه.
ولقد اختفى الآن الرباط وعدت ملحقات من هذه المنشأة ،وللخانقاه واجهة رئيسية تطل على
شارع الجمالية ،تنقسم إلى جزأين هما البوابة واجهة القبة ،وإلى الغرب منها قاعدة المئذنة ،يعلوها جزء
مربع ينته بشرفة المؤذنين ،يعلوها جزء مستدير ثم شرفة أخرى فقمة المئذنة على شكل المبخرة،
ويتخلل هذه المبخرة بواق بلاطات قاشان .
ندخل إلى من البوابة الرئيسية إلى دركاة ندخل منها إلى ممر يؤدي إلى القبة وصحن الخانقاه،
يتعامد على الصحن أربعة أواوين أكبرها إيوان القبلة ،ونلاحظ أن الإيوانين الجنوب الغرب والشمال
الشرق لم يفتحا على الصحن بكامل اتساعهما ،بل تتكون واجهتهما من أبواب يعلوها شبابيك .كما
نلاحظ أن معمار هذا المبنى قد أكثر من فتح ملاقف الهواء كحل لصغر مساحة الواجهة على الطريق،
والتصاق المبان المجاورة لباق واجهات الخانقاه.
- 25 -