Page 42 - إرشاد سياحي إسلامي
P. 42
ٌ -2جامعٌالسلطانٌالمؤيدٌشيخٌالمحمودى
ٌ
كان السلطان المؤيد شيخ المحمودى فى الأصل أحد مماليك السلطان الظاهر برقوق فأعتقه
وقدمه وظل يترقى فى مناصب الدولة إلى أن ولى ملك مصر فى سنة 915هـ1412 /م وتوفى سنة
924ه 1421 /م بعد أن حكم ثمانى سنوات وخمسة أشهر .وكان موقع هذا الجامع قديما سجنا يسمى
خزانة شمائل سجن فيه المؤيد وقت أن كان أميرا وقاسى فيه آلاما شديدة فنذر -إن آتاه الله ملك مصر -
أن يبنى مسجدا فى مكان هذا السجن ،وتم له ما أراد وأنشأ جامعه هذا وهو يشرف الآن بوجهته الرئيسة
على شارع المعز لدين الله على يسار الداخل من باب زويلة .شرع فى إنشائه سنة 919هـ 1415 /م
وأتمه سنة 921هـ1421 /م وتتكون وجهته العمومية من صفف تنتهى بمقرنصات وتتوجها شرفات
مورقة وبها صفان من الشبابيك وبأسفلها دكاكين ،ويقوم فى طرفها البحرى مدخل شاهق تغطيه
مقرنصات متعددة الحطات ويحيط بطاقيته زخارف محفورة فى الحجر كما يحلى جانبيه ترابيع رخامية
مكتوب فيها بالخط الكوفى المربع -لا إله إلا الله محمد رسول الله -مكرر ،وقد اتخذت عضادتا الباب
وعتبته من الجرانيت وأحيط بإطار زخرفى جميل أما الباب المصفح بالنحاس المزخرف المركب على
مدخل الجامع فهو باب مسجد السلطان حسن نقله المؤيد إلى جامعه ،وهو كما ذكرنا سابقا يعتبر من
أجمل الأبواب المصفحة بالنحاس وأدقها صناعة.
وإلى جوار هذا المدخل تقوم قبة مرتفعة يحلى سطحها خطوط بارزة محفورة فى الحجر على شكل
دالات متداخلة فى بعضها ،أما وجهات الجامع الثلاث الأخرى فقد جددت بأمر الخديوى إسماعيل بين
سنى 1971و1974م .ويؤدى المدخل إلى دركاة يغطيها قبو حجرى مصلب على جانبيه وبوسطه
مقرنصات ذات دلايات ،وعلى يسار الداخل إلى هذه الدركاة باب يؤدى إلى حجرة الضريح التى تغطيها
القبة آنفة الذكر ومنها إلى رواق القبلة وعلى يمينه باب آخر يؤدى إلى طرقة توصل إلى الصحن .وكان
تخطيط الجامع مكونا من صحن كبير تحيط به أربعة أروقة لم يبق منها غير رواق القبلة الذى تكتنفه من
الجهة القبلية حجرة الضريح آنفة الذكر بوسطها تركيبة يحليها طراز مكتوب به بالخط الكوفى الجميل آية
قرآنية ،وتغطى هذه الحجرة قبة مرتفعة تكونت أركانها من مقرنصات متعددة الحطات .وتقابل حجرة
الضريح هذه من الجهة الأخرى من رواق القبلة حجرة أخرى مماثلة لها إلا أنها تركت عارية لا تغطيها
قبة .وقد بولغ فى تزيين رواق القبلة وزخرفته واجتمع فيه شتى الصناعات والفنون فتمثل فى منبره
الخشبى وأبوابه دقة الصناعة وبراعة التطعيم كما تتمثل فى وزرته ومحرابه الرخامى رقة التصميم
وتناسب الألوان ،أما النقوش التى تعلو الوزرة والتى تزين الأسقف وما تخللها من تذهيب فقد جمعت إلى
تنوع تصميماتها جمال ألوانها وتجانسها .وكان فى نهاية جدار رواق القبلة من الناحية القبلية فتحتان
معقودتان سدتا بالبناء وكسيتا بالرخام الملون والقاشانى سنة 1254هـ 1919 /م.
- 44 -