Page 81 - إرشاد سياحي إسلامي
P. 81
-4مدرسةٌالأميرٌصرغتمش ٌ
بناها الأمير سيف الدين صرغتمش بشارع الصليبة سنة 757ه1156/م إلى جوار قصره ،وهى
من المدارس الهامة ف تاريخ العمارة ف عصر المماليك البحرية ،تكلم عنها المقريزي كالأت "هذه
المصدرسة خارج القاهرة بجوار جامع الأمير أب العباس أحمد بن طولون فيما بينه وبين قلعة الجبل،
كان موضعها قديماً من جملة قطائع ابن طولون ،ثم صار عدة مساكن ،فأخذها الأمير سيف الدين
صرغتمش الناصري رأس نوبة النوب وهدمها ،وابتدأ ف بناء المدرسة يوم الخامس من شهر رمضان
سنة ست وخمسين وسبع مائة ،وانتهت ف جمادى الأولى سنة سبع وخمسين .وقد جاءت من أبدع
المبان وأجلها وأحسنها قالباً وأبهجها ...وجعل الأمير صرغتمش هذه المدرسة وقفاً على الفقهاء الحنفية
الأفاقية ،ورتب بها درساً للحديث النبوي".1
أي أن بناء هذه قد استغرق بناءها أقل من سنة ،ومع ذلك كانت على حسب قول المقريزي من
المدارس المختلفة ف هذا العصر ،نجد أن تخطيط هذه المدرسة من الطراز المتبع ف هذا العصر ،أي
أنها تتكون من أربعة أواوين تتعامد على صحن أوسط مكشوف ،يغط هذه الأواوين قبو مدبب ما عدا
ايوان القبلة ،ولكن نجد أن إيوان عبارة مساحة مربعة تكون قاعة قبة على الطراز الآت من منطقة شرق
آسيا "سمرقند" بالتحديد ،وعلى جانب مربع القبة فتح إيوانين مستطلين ،هذه واحدة ،أما الاختلاف الثان
فهو قبة دفن صاحب المدرسة ف الركن الغرب من المبنى ،والت يغطيها أيضاً قبة من الطراز ،ولكن
الجديد أيضاً أن المعمار أخرج من مربع القبة مستطيل بعرض القبة وفتح فيه خمسة شبابيك الطريق
ليبرز واجهة القبة مع باق واجهة ليميزها على الطريق المستعمل ف المواكب بين القلعة والجيزة
وجزيرة الروضة.
للمدرسة واجهة شمالية غربية تمتدة من الغرب حيث واجهة القبة ،ثم تنكسر جهة الشمال حيث
واجهة الإيوان الشمال الغرب ،فالبوابة الرئيسية وقاعدة المئذنة ،وهى على الطراز المملوك البحري
المكون من قاعدة مربعة تمتد بطول الواجهة ،ثم منطقة الانتقال المكونة من أربعة مثلثات يليها جزء
مثمن ثم الشرفة الأولى ،يليها جزء مثمن فالشرافة الثانية ،فجوسق مكون ثمانية أعمدة ،فالشكل الكمثري
"القلة" بالهلال
- 1المقريزي ،الخطط ،ج ،4ق ،2ص.656-647
- 83 -