Page 11 - إرشاد سياحي يوناني
P. 11
و مدينة الإسكندرية كانت مرت بمرحلة إعادة الإعمار في نهاية القرن التاسع عشر بعد ما خلفته مدافع
الاحتلال الإنجليزي من دمار ،وخلال تلك المرحلة أظهرت عمليات التوسع المعماري عد ًدا كبي ًرا من
الاكتشافات الأثرية من العصور الرومانية واليونانية ما جعل رموز المجتمع يفكرون في إنشاء صرح يجمع
تلك الاكتشافات للحفاظ عليها باعتبارها إر ًثا تاريخ ًيا للمدينة ،على أن يقوم كبار رجال المدينة بإهداء القطع التي
يعثر عليها في أراضيهم إلى المتحف وهذا ما يفسر إطلاق أسماء "أنطونيادس ،والأمير عمر طوسن ،ومنشا"
على قاعات المتحف.
وأوضح أن إنشاء المتحف كانت رغبة مجتمع أكثر من أي شيء آخر ،حيث لم يكن ضمن أهداف الخديوي
عباس حلمي الثاني الذي افتتح المبنى في عهده ،وإنما بجهود من مجلس بلدية المدينة الذي يمثل المجتمع
السكندري آنذاك ،لاف ًتا أن المتحف افتتح رسم ًيا عام 1892م في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني ،وف ًقا
لأرشيف وزارة الآثار.
أشار إلى أن المتحف ظل يؤدى رسالته العلمية والثقافية والتعليمية للزائرين من المصريين والأجانب إلى أن
صدر قرار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فى 2115بالغلق للتطوير ،وهو ما بدأ الاستعداد له بجرد جميع
مقتنيات المتحف وتوثيقها ،وترميم ما يلزم ترميمه منها قبل تغليفها ونقلها إلى المخازن المتحفية ،كما تمت
إعارة مجموعتين من القطع لمتحف آثار مكتبة الإسكندرية ومتحف الإسكندرية القومي لتعرض بهما مؤق ًتا.
كواليس البناء في كتاب عمره 111عام.
كتاب "بلدية الإسكندرية وصف المدينة القديمة والحديثة والمتحف الروماني اليوناني" وهو كتاب باللغة
الفرنسية عن المتحف أعده قبل 111عام عالم الأثار الشهير "بريتشيا" أول من تولى العمل المتحف وأدار
شؤونه في السنوات الأولى لافتتاحه ،وذكر الكتاب ،أن الآثار كانت مشتته وكان يتم الكشف عن المزيد بشكل
متتابع ما أدى إلى التطلع للتوسع في أعمال التنقيب حتى تأكد الجميع أن الإسكندرية تخفي في أرضها ثروة
هائلة من الآثار التي قد تحمل الشهرة إلى البعض.
ويستكمل العالم الأثري في كتابه أن الاكتشافات نجحت في جذب اهتمام السكان ومجلس البلدية والحكومة
ووافق الجميع على مشروع إنشاء المتحف بدعم مالي مجلس البلدية التي دفعت النفقات اللازمة للمباني
والموظفين والحفريات وصيانة القطع المكتشفة.
ويوضح الكتاب الذي طبع قبل قرن من الزمان أن المتحف بني على فترات ولم يكن يحوى كل الغرف
والقاعات المعروفة في الوقت الحالي ،إذ افتتحت البلدية المبنى المخصص في عام 1895وبدأت بقاعة
مستطيلة بالجناح الغربي تضم حولها 11غرف وفي عام 1896بنيت قاعتين أخريين ،وفي عام 1899
بمناسبة ولادة ولي العهد الأمير عبد المنعم تم افتتاح القاعات 16-13؛ في عام 1914تم افتتاح القاعات من
17إلى ،22وكان الاكتشافات تساهم في سرعة التوسع وصولاً لدمج القاعات في مبن واحد يمثل تخطيط
المتحف الحالي.
مراحل التوسع
ضم المتحف في بداية تأسيسه 11قاعة تحوى المئات من القطع الأثرية من عصور مختفلة ،ثم تتابعت إضافة
القاعات حتى وصل عددها بعد التطوير الذي تم في عام 1984م إلى 27قاعة بالإضافة إلى الحديقة المتحفية،
ويرجع تاريخ معظم مقتنيات المتحف إلى الفترة الممتدة ما بين القرن الثالث ق.م حتى القرن الثالث الميلادي،
وتشمل العصرين البطلمي والروماني وكذلك العصرالقبطي.
11