Page 194 - RAYA 43 small 1
P. 194
تتوقع العديد م�ن ال�درا��س�ات ال���ص�ادرة ع�ن م�راك�ز ا ألب�ح�اث الدولية أ�ن ي�ستمر مستقبل
الإرهاب الدولي كم�صدر تهديد رئي�سي للدول ،خا�صة في منطقة ال�شرق الأو�سط خلال التنظيمات
الإرهابية
عام 2018على الرغم من هزيمة تنظيم داع�ش في العراق و�سوريا. في العالم
ماذا يحدث حولنا؟
في عام
وف ًقا للتوقعات ال�سابقة ،ف إ�ن الم�شهد الدولي مر�شح ليكون �أكثر ا�ضطرابا ،وقد �أعلن 2018
بع�ض الكتاب ،مثل ريت�شارد ها�س ،رئي�س مجل�س العلاقات ا ألمريكية والدبلوما�سي
ا ألم�ري�ك�ي ال�سابق،بداية «ع�صر الفو�ضى» ونهاية النظام العالمي ال�ذي ت�شكل منذ د .سماء سليمان
نهاية الحرب الباردة� ،أي �سيكون الحكم في العديد من الدول أ�كثر �صعوبة و�سترتفع
التوترات في جميع المناطق و�ست�ؤثر على الحكومات� ،سواء داخل البلدان أ�و فيما بينها. 194
كما �ستزيد التحديات الاقت�صادية والتكنولوجية وا ألمنية ،و�ست�سعى بع�ض القوى
الكبرى والإقليمية �إلى ت أ�كيد م�صالحها من خلال القوة وزيادة الهجمات ال�سيبرانية
والطق�س المتطرف و�ست�سهم هذه الظروف في ا ألجل القريب في تو�سيع التهديد الذي
ي�شكله الإرهاب.
وق�د كتب العديد م�ن المحللين �أن داع���ش ربم�ا ه�زم في �ساحة القتال في �سورية
وال�ع�راق ،لكنه لم تتم ت�صفيته و�سيعيد إ�ن�ت�اج نف�سه في دول �شمال �أفريقيا وبع�ض
الدول الافريقية ،مثل النيجر ،ونيجيريا ،ومالي ،ودول بجنوب �آ�سيا ،خا�صة باك�ستان
و أ�فغان�ستان ،ف�لاض عن انتقاله �إلى اليمن.
فلم يكن حديث الرئي�س عبدالفتاح ال�سي�سى ،ب�ش أ�ن انتقال العنا�صر ا إلرهابية
الفارة من �سوريا والعراق� ،إلى ليبيا وم�صر ،وتحدي ًدا �سيناء� ،إلى جانب غرب افريقيا،
مجرد كلمات عابرة ،ولكنها بمثابة تحذير بالغ الخطورة مما قد يمكن أ�ن يجري على
�أر�ض م�صر م�ستقبلا من عمليات �إرهابية ،خا�صة عام .2018
وق�د ذك�ر رئي�س أ�رك�ان الجي�ش ا إل�سرائيلي ،ج�ادي إ�يزينكوت� ،أن�ه« :م�ن ال�سابق
لأوانه ت�أبين داع�ش .فا ألمر يتعلق بظاهرة وفكرة أ�بعد من التنظيم .إ�ن مواجهة داع�ش
�ست�ستمر ل�سنوات كثيرة».
و�أك�د وزير الا�ستخبارات ا إليرانية ،محمود علاوي على أ�ن داع�ش لا يزال ي�شكل
تهديدا لأن بحوزته كميات كبيرة من ال�سلاح ،م�ضيفا �أنه بعد �أن فقد داع�ش موقعه في
�سوريا والعراق ،يمكن أ�ن يتوجه إ�لى دول مثل باك�ستان �أو �أفغان�ستان وا�ستغلال �ضعفها
لل�سيطرة عليها ،أ�و على الاقل أ�ن ي�ؤ�س�س لنف�سه موطئ قدم فيها.
كما اتهمت وزارة الدفاع ا ألفغانية يوم 2017/12/24باك�ستان ب�أنها تقود عنا�صر
داع�ش في �أفغان�ستان.و أ��ضافت ال�وزارة أ�ن أ�غلبية المقاتلين هم من قبائل تتخذ من
باك�ستان مقراً لها� ،إ�ضافة إ�لى مقاتلين من طاجيك�ستان ،و�أوزبك�ستان ،وال�شي�شان.
يزيد من �صحة التوقعات ،خا�صة تلك المتعلقة بانتقال داع�ش ل�شمال افريقيا
وافريقيا جنوب ال�صحراء ،تو�سع دائ�رة التنظيمات الإره�اب� ّي�ة التي بايعت «داع�ش»
ف�لاض عن ا�ستمرار و�سائل الإعلام بلعب دور الو�سيط بين التنظيم في �سوريا والعراق،
والجماعات التكفير ّية في �شمال افريقيا وجنوب ال�صحراء من خلال الترويج لمبايعة
التنظيمات والجماعات التكفيرية للتنظيم ،ا ألمر الذي يدفع إ�لى ا�ستقطاب وتجنيد
العديد من العنا�صر ،خا�صة من فئة ال�شباب.
فعلى الرغم من تراجع الن�شاط الارهابي في الجزائر الذي قادته عدة تنظيمات
وجماعات تكفيرية ،ظهر على الم�شهد الجزائري ن�شاط إ�رهابي جديد ،حيث �أعلن أ�خيراً