Page 38 - كتاب التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائي
P. 38
الأمر بالقوة وترك العجز -شرح وحفظ 328
في رحاب الحديث الشريف:
يؤ ِّك ُد النب ُّي ﷺ على أم ٍر مه ٍّم ج ًّدا في قيا ِم المجتمعِ المسل ِم وهو "القو ُة" سوا ٌء البدني ُة أم العقلي ُة.
وح َّث الرسو ُل ﷺ على الأخ ِذ بالأسبا ِب التي تساع ُد في تكوي ِن مجتمعٍ مسل ٍم قو ٍّي في جميعِ
النواحي وال ُب ْع ِد عن الكس ِل والخمو ِل وتبري ِر الإهما ِل؛ لأ َّن ذلك يُعي ُن الشيطا ُن على إبعا ِد النا ِس عن
دي ِنهم وطاع ِة ربِّهم.
» "الْ ُم ْؤ ِم ُن الْ َق ِو ُّي َخ ْ ٌي وأَ َح ُّب إلى اللَّ ِه ِمن الْ ُم ْؤ ِم ِن ال َّضعي ِف":
الل ُه تعالى يُ ِح ُّب المؤم َن القو َّي في دي ِنه وعل ِمه وعبادتِه وبدنِه وهم ِته ،وهو القاد ُر على نفعِ نف ِسه
ومجتم ِعه بشك ٍل أفض َل ِمن المؤم ِن الضعي ِف الذي يكو ُن نف ُعه قلي ًل لنف ِسه ولغي ِره.
» " َو ِفي ُك ٍّل َخ ْي ٌر"
وإ ْن كان كلاهما فيه خي ٌر؛ لأنَّهما مؤمنان ،ولك َّن الأفضلي َة للقو ِّي؛ لأنَّه أكث ُر نف ًعا.
يهت ُّم كثي ٌر ِمن الطلب ِة ببنا ِء أجسا ِمهم بنا ًء قويًّا ،ويستدلُّون على ذلك بحدي ِث نشاط
"الْ ُم ْؤ ِم ُن الْ َق ِو ُّي"ِ ،علْ ًم أ َّن كثي ًرا منهم لا يستيق ُظ ليص ِّ َل الفج َر في المسج ِد ،ولا يج ُد
في نَ ْف ِسه ه َّم ًة لطل ِب العل ِم والمواظب ِة عليه.
-ما النصيح ُة التي تق ِّد ُمها لهؤلاء الطلب ِة ِمن خلال فه ِمك للحدي ِث الشري ِف؟
».................................................................................................................
».................................................................................................................
» "ا ْح ِر ْص َعلى ما يَ ْن َف ُع َك":
تحقي ُق ما ينف ُع الإنسا َن هو هد ٌف كبي ٌر للمسل ِم ،فيج ُب أن نحر َص على ك ِّل ما ينف ُع النا َس بغ ِّض
النظ ِر عن دي ِنهم أو ِع ْر ِقهم ،فنسي ُر في الأر ِض نع ِّم ُر وننف ُع ونط ِّو ُر ،ولا ش َّك أ َّن َمن فع َل هذا ابتغا َء
مرضا ِة الل ِه ،و َوفْ َق َه ْد ِي الإسلا ِم ،فإنَّه سينا ُل النف َع في الآخر ِة بدخو ِل ال َج َّن ِة.
» "وا ْستَ ِع ْن باللَّ ِه":
وفي طري ِق السع ِي للنفعِ ،فإنَّك بحاج ٍة إلى العو ِن ِمن الل ِه ،فتو َّك ْل عليه واسألْه أ ْن يُعي َن َك.
» "ولا تَ ْع ِج ْز":
فمهما اعتر َضتْك ِمن ُمع ِّوقات ،فلا تترك الخي َر والعم َل ،ولا تَع ِج ْز؛ بل وا ِص ْل واست ِم َّر ،ولا تق ْل :هذا
فو َق طاقتي؛ لأ َّن الأمو َر كلَّها بي ِد الل ِه ،وهو المعي ُن على تحقي ِق ما تري ُد.

