Page 66 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 66

‫العـدد ‪23‬‬    ‫‪64‬‬

                                                    ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

‫عبير زكي‬

‫رد فعل عدائي‬

     ‫إذ كل شيء يترجم على أنه عفن كبير ليناسب‬        ‫لماذا تتسخ أيديهم فجأ ًة حين يضعونها سه ًوا فوق‬
‫التفكير المنطقي لفأر صغير مذعور أو لكائن عدائي‬                                      ‫قلوبهم مباشر ًة‬
 ‫قبيح يصب غضبه ومخاوفه كر ًها في هروب كبير‬
                                                                  ‫لا تبدو لي عيونهم الجوفاء مبصر ًة‬
    ‫يستخدم فيه مخالبه وأسنانه ليمزق هذا العالم‬                     ‫يحتاج البصر إلى كثير من الضوء‬
‫الذي يبالغ في ترهيبه وترويعه فقط بتجاهل عظيم!‬
                                                                          ‫ومصابيح أرواحهم مطفأة‬
         ‫ربما يحيك الصمت حوله ضلالات كثيفة‬             ‫الفجوات تلك في رؤسهم تظهر كمغارات عميقة‬
‫أو يشفق عليه الترقب الطويل فيمنحة بعض الإثارة‬
                                                                                ‫يسكنها فأر مذعور‬
                                      ‫من فراغ‬        ‫يتكوم هناك في قعرها ويكتفي بالتحديق باتجاهك‬
   ‫لكي لا يموت قبل أن يخوض معركة واحدة على‬
                                                               ‫فيبدو كنجمة وحيدة في مجر ٍة ضائع ٍة‬
        ‫الأقل كانت تعبث في رأسه منذ وقت طويل‬          ‫كيف يفركون عيونهم تلك؟ أو لماذا قد يفركونها‬
‫لذا ليس لديك حق في الاستغراب وأنت تراه يتقافز‬
  ‫في الهواء ناش ًرا أطرافة الأربعة في كل اتجاه وهو‬                                          ‫أص ًل؟‬
 ‫يصدر صرخات حادة ويلهث بينما لا شيء هناك‬                  ‫الصور الشائهة التى ترد إلى عيونهم تلك في‬
‫غير الأشباح اللامرئية التى تخرج من رأسه المختل‬
                                                                            ‫موضعها ذاك‪ ،‬تعجبهم!‬
                                                       ‫تدخل أدمغتهم لتصير دوائر متداخلة ومشتبكة‬

                                                              ‫سوف يستغرقون لا وقت في تفسيرها‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71