Page 68 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 68
العـدد 23 66
نوفمبر ٢٠٢٠
يحيى الشيخ
(العراق)
النشيد الرابع والثلاثون من
«الجزائر البلورية»
في مرآة منقوش عليها «لا تلتفت للوراء»، أذهب بعي ًدا،
رأيت رج ًل تملأ وجهه عينان وجلتان طافحتان قبل حلول الساعة الجديدة،
قبل أن يطل الفجر على سوسن الوديان
بالدهشة،
لا أتذكر أني رأيته من قبل.. ويفضح سرها،
قبل أن تصعد قطعان الماعز الجبلي على القمم،
أهذا أنا؟
هل يع ّطل النسيان الزمن؟ قبل أن تشرب الأيائل من غدران السهول،
قبل أن يتدفق الماء في سواقي الزرع،
هل تحييه الذكريات؟ والحليب في فم الرضيع..
إذن ما حاجتنا للمواقيت:
الشروق والغروب والليل والنهار، قبل أن تتنهد النساء الوحيدات فوق الشراشف،
الصيف والشتاء والربيع والخريف، ويفقن على عزلة الجسد وعطش العروق،
تقدمت الفاتنة،
الولادة والموت؟ تقدمت سيدة التبلور بمهابة وحملتني،
ما قيمة مآسينا وأفراحنا؟ تحاذر نومي مثلما تحمل حفة ماء،
وكنت أتململ بين يديها،
وما حاجتنا للخلود، كما تتململ أفعى تخلع جلدها،
إذا كان كل شيء يظهر ويتبدد كما الصور في وضعتني على شجرة وارفة،
أوراقها مرايا.
المرايا؟
قلت لنفسي الفانية :غنّي يا فتى! ***
ما دام اليأس في كل مكان حتى هنا،