Page 66 - Nn
P. 66

‫العـدد ‪35‬‬   ‫‪64‬‬

                                                           ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

  ‫وسقط جماهير ًّيا‪ ،‬أو نجح جماهير ًّيا وسقط فنيًّا‪،‬‬
 ‫أو فيلم نال نجا ًحا ساح ًقا فنيًّا وجماهير ًّيا‪ ،‬أما إذا‬
   ‫انقسم النقاد على الجمهور‪ ،‬بل وانقسم الجمهور‬
‫بين مؤيد ومعارض‪ ،‬إ ًذا لا بد وأن هناك ما يستحق‬
‫وقفة وبحثًا‪ ،‬خاصة إذا كان ما انقسم الناس حوله‬
‫عمل ذاع صيته‪ ،‬و ُق ِّد َم على أنه الحاصل على الجائزة‬
  ‫من مهرجان كان السينمائي الدولي‪ ،‬ممنوحة من‬

      ‫لجنة النقاد‪ ،‬إ ًذا‪ :‬كيف ولماذا حدث الانقسام؟‬
      ‫هذه الحالة هى التى نتجت عن فيلم “ريش”‬
 ‫للمخرج وكاتب القصة عمر الزهيري‪ ،‬وهو مخرج‬
  ‫مصري شاب‪ ،‬ومن إنتاج محمد حفظى بمشاركة‬

              ‫إنتاجيه فرنسية وهولندية ويونانية!‬
  ‫إذا كانت الإجابه أنه استعرا ُض عضلا ٍت بلا فكر‪،‬‬
 ‫أو رسالة‪ ،‬فلماذا إ ًذا يدخل المنافسة ويطرح نفسه؟‬
 ‫وعلى أي أساس تحمس الإنتاج المشترك؟! فالمخرج‬

      ‫يخطو خطواته الأولى‪ ،‬والمنتج ‪-‬للحق‪ -‬مركز‬
    ‫شركته فى فرنسا! إ ًذا لماذا التعاون والمشاركة؟‬
    ‫المهم‪ ،‬إذا اقتصرت المشاهدة على اعتبار ما تراه‬
     ‫رؤية فنية لقضية واقعية‪ ،‬فى إطار رمزى غير‬
‫محدد الزمان والمكان‪ ،‬ولكن شخوصه وما ينطقون‬
  ‫به يؤكد أنهم مصريون ومن الصعيد تحدي ًدا‪ ،‬إ ًذا‬
     ‫اعتدل وفكر وحاول أن تفهم‪ ،‬هذا ليس عر ًضا‬
 ‫ترفيهيًّا بلا هدف أو رسالة‪ ،‬إنما هناك ما يستحق‬
‫الفهم‪ ،‬وقد كان ما كان من الفيلم الحائز على جائزة‬

                               ‫من مهرجان كان!‬
    ‫يحكى أن أسرة من قرية من قرى صعيد مصر‬

      ‫تعيش فى فقر فى كل شيء‪ ،‬بل وجهل وعوز‪،‬‬
   ‫وبيئة يملؤها التراب فى الجو‪ ،‬وتد ٍّن فى الأحوال‬

     ‫والصفات‪ ،‬رب أسرة يبدو على وعى ما بحكم‬
      ‫وظيفته‪ ،‬وإن كانت غير محددة‪ ،‬زوجه هادئة‬
   ‫هدو ًءا وذ ًّل بلا روح ولا إحساس‪ ،‬كأنها عروس‬
 ‫بـ»زمبلك”‪ ،‬وثلاثة أطفال‪ ،‬قرر الأب ‪-‬رغم الفقر‪-‬‬
   ‫أن يقيم حفل عيد ميلاد لابنه‪ ،‬و(كمان) يأتى له‬
     ‫بساحر يحيي الحفل‪ ،‬ورغم ضيق الحال أقام‬
   ‫الاحتفال وعزم الجيران‪ ،‬وبدون مناسبة قرر أن‬
   ‫يشارك الساحر ألاعيبه ويدخل صندو ًقا ليخرج‬
‫منه على هيئه فرخه! والحضور فى غضب بعد فشل‬
  ‫محاولات إعادة الساحر للأب إلى حالته الطبيعية‪،‬‬
   ‫إلا الزوجة التي كانت غارقة فى هدوئها‪ ،‬منكسة‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71