Page 67 - Nn
P. 67

‫تفاصيل بطيئة ومملة‪،‬‬
‫ومشاهد طويلة ومتقطعة‪،‬‬
 ‫ج ٌّو تصوير ٌّي غمام ُّي الرؤية‪،‬‬

   ‫موسيقي مصاحبة هزيلة‪،‬‬
‫حوار قل وجوده إلا من جملة‬

 ‫لفتت النظر فى عيد الميلاد‬
    ‫العجيب‪ ،‬أن أعطى ضيف‬

‫ُهمام للابن مبل ًغا من المال‬
 ‫وهو يقول له‪ :‬عاوزك تطلع‬
 ‫شاطر مش (رمة) زى أبوك!‬

     ‫إذا رفضت ‪-‬كمشاهد‪ -‬فهذا حقك‪ ،‬وإذا قبلت‬                                          ‫الرأس (علطول)!‬
     ‫ومدحت فهذا ‪-‬أي ًضا‪ -‬حقك‪ ،‬وليس من الحق‬               ‫المهم‪ ..‬وقد أصبح الأب فرخة؛ عليها أن تخرج‬
  ‫مصادرة هذا أو ذاك‪ ،‬هذه هى ثقافة العصر‪ ،‬ولا‬
     ‫تختلف مع المؤيدين لأنك ستكون بالنسبة لهم‬               ‫لتسعى‪ ،‬فتلاقي الأمرين من سوء الأحوال‬
    ‫متخل ًفا وحاق ًدا على الفقراء‪ ،‬وعادة يكون هناك‬    ‫والأخلاق‪ ،‬تفاصيل بطيئة ومملة‪ ،‬ومشاهد طويلة‬
   ‫قياس للرأى‪ ،‬والنتيجه لمن غلب! وإلا فلماذا ولمن‬     ‫ومتقطعة‪ ،‬ج ٌّو تصوير ٌّي غمام ُّي الرؤية‪ ،‬موسيقي‬
     ‫تصنع الافلام؟ للمهرجانات؟ أم لكافة المتلقين‬
 ‫بمختلف أنواعهم وثقافتهم؟ فنان بلا رؤية وفكر‪..‬‬          ‫مصاحبة هزيلة‪ ،‬حوار قل وجوده إلا من جملة‬
 ‫هذه استحالة‪ ،‬ودائ ًما يكون الحكم عليه من منطلق‬      ‫لفتت النظر فى عيد الميلاد العجيب‪ ،‬أن أعطى ضيف‬
     ‫ما صنعه فنيًّا‪ ،‬من وحي فكر ورؤية لواقع ما‬
   ‫قدمها فى إطار‪ .‬المفروض أن للمؤيد حق تأييده‪،‬‬         ‫ُهمام للابن مبل ًغا من المال وهو يقول له‪ :‬عاوزك‬
  ‫وللمعارض كل الحق أن يرفضه‪ ،‬وقال كل منهما‬                          ‫تطلع شاطر مش (رمة) زى أبوك!‬
 ‫كلمته ولكن للأسف بغضب تجاه الآخر‪ ،‬ما رأيته‬
  ‫قد أبرز الهدف من هذا الفيلم الذي احترنا جمي ًعا‬        ‫أقرب إلى ساعتين على هذه الحال‪ ،‬كلها مشاهد‬
‫نحن الرافضون‪ .‬أي جائزة تلك؟ وعلى أى أساس يا‬            ‫تؤكد بؤس هذه البقعة من الأرض فى كل شيء‪،‬‬
‫سيد زهيرى؟ لأنك تصر على ألا ترى غير القبح فى‬          ‫إلى أن تعثر الزوجة على زوجها وتستلمه من أحد‬
 ‫كل شيء‪ ،‬كل شيء‪ ،‬أما هزت لك أى متغيرات منذ‬          ‫أقسام الشرطة ذات يوم‪ ،‬وبعد عناء معه وقد مرض‬
 ‫طلعتك في يناير ‪-‬الأسبق‪ -‬جعلتك ترى غير الفقر‬        ‫وهزل‪ ،‬تثور وتقرر أن تقتله خن ًقا بـ(المخده)‪ ،‬أخي ًرا‬
‫والجهل والعبث؟ يا رجل‪ :‬كن كما شئت‪ ،‬اسعد بما‬         ‫أفاقت‪ ،‬وتذبح الفرخة‪ ،‬حرية إبداع! أما بداية الفيلم‪،‬‬
  ‫نلته من كان‪ ،‬وخذ معك مؤيديك‪ ،‬فلسنا فى حاجة‬        ‫وقد كانت مفتاح قضية الفقر المزعومة‪ ،‬فهى لشاب‬
                                                     ‫يحرق نفسه اعترا ًضا على سوء الأحوال‪ :‬من الذي‬
              ‫لمن يذكرنا بما أصبح فى خبر‪ ،‬كان!‬       ‫حرق نفسه وصار مث ًل للاعتراض في الواقع؟ أنت‬
                                                      ‫حر‪ ،‬افهمها كما تريد! إ ًذا المسألة ليست (حدوتة)‬
                                                    ‫ع َّما لا نعرفه عن الفقراء‪ ،‬وكل مشهد كان له معنى‪،‬‬
                                                      ‫ستفهمه إن تحملت مواصلة العبث بعقلك على أنه‬

                                                                                         ‫رؤية فنية!‬
   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72