Page 82 - Nn
P. 82

‫العـدد ‪35‬‬                           ‫‪80‬‬

                                                              ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

‫عبد الكريم هداد‬

‫(عرافي في السويد)‬

‫صاحب اللسان الطويل!‬

          ‫والحقيق ُة تبقى كذب ٌة لتبري ِر أخرى وق َحة‬                                                ‫لا تيأ ْس!‬
           ‫إ ّن الحكم َة غبا ٌء يرتدي معط َف الفلسفة‬                                   ‫وإصن ْع حكاي ُت َك الجمي َلة‬
            ‫والأساطي ُر ملها ٌة على دك ِة خيال الطين‬
                 ‫رمي ُت جثتي كفتا ِت خب ٍز للديدان‬                                          ‫اخل ْق زما َن َك البهي!‬
           ‫حتى رأي ُت شبهي‪ ،‬يم ّر أمامي مسر ًعا؟‬                                   ‫ولتك ْن ُخطا َك بمعنى الذهول‬
            ‫لم أعر ْف شيئًا عنه حتى هذه اللحظة‪..‬‬                                   ‫ُك ْن أن َت الضرو َرة المُش َتهاة‪..‬‬
                  ‫ربما الحكاية تمتل ُك وج ًها آخر‪..‬‬                            ‫وام َتلِ ْك لحظ َت َك بكل مدى الرع َشة‬

   ‫حين كان لي شار ًبا كثًّا للتمويه ومن دو ِن بواد ٍر‬                                         ‫ك ْن أن َت لا غير‪..‬‬
                                         ‫للصلع‬                                             ‫هي ذي وصيتي لي!‬
                                                                        ‫كما حكايا ُت المسنين في تلك البلد ِة النائية‬
 ‫هي مجر ُد لوح ٍة تخيلتها بعي ًدا عن جدار الكاليري‬                     ‫اخترعوها لل َسم ِر تذم ًرا من مهاجري زم ِن‬
    ‫وأن ِت تسيرين بصحب ِة المر ِح والجرأة والسرور‬
                     ‫ُكن ِت ت ُمدي َن لسا َن ِك بك ِّل قو ٍة‬                                        ‫البيتكوين‬
                    ‫كطفل ٍة تلع ُق َح ْلواها الحا ِم َضة‬      ‫أجم ُل الحقائق َت ْه ُر ُب دو ًما من سيا ِق الوضوح بفع ِل‬

  ‫أو تل َطعين طع َم حبا ِت الآيس كريم الملو َنة ومذاق‬                                                   ‫فاعل‬
                                          ‫الكرز‬                     ‫وربما أنا من فع َل ذلك‪ ،‬كي أبد َد حزني الذي‬

    ‫لكن ما يدعوني للدهش ِة المفر َطة بالضحك الآن‬                                                      ‫داهمني‬
     ‫هو أنني قد أخرج ُت لساني بمرون ٍة لم يعت ْدها‬                  ‫حين ارتدي ُت وجعي المطحون بسمر ِة جسدي‬
                                                                    ‫غالب ُت خطى خساراتي‪ ،‬أحملُها لوحدي دو ًما‬
                                         ‫الناس‬                  ‫وعيو ٌن تمتلي ُء بزرقتِها‪ ،‬وبفي ٍض من الاستغراب‪..‬‬

                           ‫ولم أعتدها حتى أنا‪..‬‬                                                     ‫ُتتابعني‪..‬‬
                              ‫لي َس ُلْ ًّزا على الما ّر ِة‬        ‫ُت َل ْم َل ُم ما يس ِق ُط من حقيبتي الخاص ِة بالنسيان‬
                               ‫أو َت َن ُّم ًرا على أح ٍد‬
                                                                          ‫ليس لي من بقايا تلو ُذ في منتهى الكون‬
          ‫أؤكد مرة أخرى‪ ،‬لس ُت من ذلك بشيء‪..‬‬                       ‫حيث يزي ُد البر ُد عن الحاج ِة في معظم تفاصيل‬
‫ولس ُت مشمئ ًزا من أم ٍر ما في الشوارع التي مرر ُتها‬
                                                                                                        ‫النهار‬
           ‫ولس ُت ممتع ًضا من كابو ِس ليل ِة الأمس‬            ‫الشم ُس تتر ُك ثيا َبها على شك ِل رما ِد فصو ٍل م َشو َهه‬
   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87