Page 97 - مقرر التخطيط السياحي (1)_Neat
P. 97
خامسا :السياحة والتنمية المستدامة:
للسياحة دورا مهما في مجال تحقيق التنمية المستدامة وأهمية هذا الدور يمكن بيانها من خلال الجوانب التالية:
-الدور الاقتصادي للسياحة :تعد دراسة الأهمية الاقتصادية للسياحة مهمة من حيث صلتها بالجوانب الاجتماعية
والسلوكية والحضارية بالإضافة إلى كون الاقتصاد عامل مشترك في معظم الأنشطة الإنتاجية وذلك لما تجلبه
السياحة من زيادة في الدخل للمجتمع المستقبل للسياحة .والتي يمكن القول أن التنمية السياحية هي جزء لا يتجزأ
من التنمية الشاملة للمجتمع.
-الدور الاجتماعي للسياحة :تحرص الدول دائما على زيادة التأثيرات الإيجابية للسياحة والتي تسهم في تقدم
المجتمع ورقيه ،هذا بالإضافة إلى محاولة التخفيف من حدة التأثيرات السلبية التي تؤدي إلى إلحاق الضرر
بنفوس أفرادها.
وقد يؤدي التطور الاقتصادي أو التقدم التكنولوجي واحتكاك واختلاط السكان بمجموعات السائحين ذوي اللغات
والثقافات والعادات والديانات المختلفة إلى تغيير في الأذواق وأنماط المعيشة السائدة بالإضافة إلى أن السياحة
تعد أحد اهم أسباب التطور الاجتماعي في دول الزيارة ،حيث تتيج الفرصة أمام أفراد المجتمع المحلي للتعرف
على الأفكار والاهتمامات والثقافات الأجنبية المغايرة وذلك يساعدهم على اكتساب الكثير من الخبرات والقيم
السليمة والموضوعية في الحياة ،مما يساعدهم على الانفتاح على العالم الخارجي.
-الدور الثقافي للسياحة :يتجلى هذا الدور من خلال:
-التبادل الثقافي :يعد الوعي بالتبادل الثقافي أحد أهم التأثيرات الإيجابية للسياحة حيث يعمل على تنمية التفاهم
بين الشعوب وثقافات مختلفة والآن أصبحت الفرصة متاحة لتبادل المعرفة والأفكار والعادات أكثر من أي وقت
مضى ،ولم تصبج السياحة إشباعا للفضول وحسب ،وإنما هي تعمل على اكتساب الاحترام والتعاون وتبادل
المعارف والقيم الثقافية.
-الاهتمام بالتراث :تؤدي السياحة إلى الاهتمام بالقيم الجمالية والمعالم الفنية في الدول المستقبلة للسياحة ويكون
ذلك من خلال الفنون والمهارات الخاصة بهم مثل الرقص الشعبي ،الكرنفالات بالإضافة إلى إحياء بعض
العادات والتقاليد التاريخية والدينية للجماعات المحلية حيث يجذب ذلك السياح ،فالسمات الثقافية لها قدرة هائلة
على الانتقال عبر الزمن من مجتمع لآخر نتيجة الهجرة أو غيرها من وسائل الاتصال الثقافي.
97
