Page 106 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 106
كبرت ر ا، يخطفها الغجر من تحت خيمة مجدلية ك كانت ف وز تخاف او تخوف ابنتها، كبرت واصبحت فنانة موهوبة، حتى ان ف وز نت عليها ان تكتب لها اغا : »كبرت ر ا صار في باصبعا خاتم مبارح: غنيتلك أنت وزغ ي لتنامي اليوم من بعد ما قريت شعرك حبيتو وبكا اكتبيلي قصيدة لغنيا«. قدم الفنان العراقي سعدون جابر دراسة ماجست لجامعة بريطانية عن أساليب الغناء العراقي، وكتب اطروحته للدكتوراه عن أغا المهد أو أغا المرأة العراقية. لا شك ان تهويدة الطفل للفنانة وحيدة
خليل، وهي التي عاشت طفولتها في البصرة يتيمة، كانت جزءا من هذه الدراسة: دللول يالولد يا ابني دللول ...... ه عدوك عليل و ساكن الجول ه انا من اقول ه وت قلبي والله ه ه هب الهوى واصطكت الباب ...... ترى حسبالي يا ه خشت احباب ه اثاري الهوى والباب كذاب ه نيت طارشهم يجيني ...... خويا وتسايله وتنام عيني ه تسايله ويبطل ونيني الحزن واحد في تهويدة الاطفال مه اختلفت الكل ت وتعددت اللهجات، و ايزت نبرة النطق بها، وتنوعت الآلات الموسيقية المصاحبة لها، الحزن واحد، والعدو الذي سيخطف الطفل واحد، عدو مفترض يخلقه شاعر، بل ابدعه قلق الام، فالأم كائن يحترف القلق، وكان عليه ان يجسده في مجاله الابرز: القلق على الابناء من المعلوم ومن المجهول.
للام اثيل كث ة في العا . في الاتحاد السوفيا اختاروا الام لتكون ثالا يحمل سيفا مشهرا، تجسيدا لمعركة ستالينجراد، واختار الجورجيون ان تحمل امهم التمثال قدحا من النبيذ للقادم كأصدقاء، وسيفا في اليد الاخرى للقادم كأعداء. ارمينيا هدمت ثال ستال ووضعت مكانه ثالا لام تحمل ايضا سيفا ولكنه غ مشهر، رغم انها تنظر الى الغرب طامحة لتحرير ما تبقى من الاراضي الارمينية، اوكرانيا تهدم ثال الام التي تحمل بيسراها درعا عليه منجل وشاكوش الاتحاد السوفيا ، ولكنها قصت قليلا من
طول السيف الذي تحمله الام في اليد اليمنى حتى لا يكون اعلى من صليب كنيستها.
اراد هؤلاء جميعا القول بالسيف ان الوطن أم. العراق وهو الاك احتفاء بالت ثيل ب ج انه عربا وعج ، انتقل بالأم من علياء الجمع الوطني العام المعقد ليجعلها في علياء الشخصي المباشر والبسيط المشترك لدى البشر جميعا، فصنع النحات خالد الرحال ثال الام الموضوع في حديقة الامة وصنع شيخ النحات العراقي محمد غني حكمت ثال الام المنتظرة المنصوب في البحرين.
في التمثال تعبث الريح بالعبائت ، وتضرب اشعة الشمس المقلت ، فتحتار كل ام ب ح ية الع ، لتظل تبصر الآ ، وب وشد اطراف العباءة، ل لا ينكشف سترها، او الامساك بالطفل . ذات مرة كان سعدون جابر برفقة صديقه الشاعر كريم العراقي متوجه الى ملعب الشعب الدولي لحضور مباراة كرة القدم ب فريقي الزوراء والشرطة، وعند ثال )الام( هاجت ذكريات وعاطفة سعدون، وتذكر تلك الام التي ارادته قارئا للقرآن ومؤذنا، ولكنها توفيت قبل ان تراه مغنيا، فقال لصديقه متحسرا: ترى لو كانت امي على قيد الحياة ماذا كنت سأفعل اسعدها؟!، ب صديقه الشاعر، وبين كان سعدون يتابع اداء وحركات اللاعب فلاح حسن واحمد راضي انشغل الشاعر في كتابة
قصيدة: يا امي يا ام الوفا ياطيب من الجنه ...... ياخيمه من طيب ووفا جمعتنا بالحب كلنا تعلمت الصبر منك يا ا ...... الهوى انتي الهوى ومحتاج اشمه يا اغلى واعز مخلوق عندي ياماي عيو امي ...... قلبها البحر امي سلام وخ امي وجه طر محنه ...... قمر ونجوم كانه تعرف تحمل هموم ...... وما تعرف المنه يا امي ...... يا امي ...... يام الوفا وما ان قرأها سعدون حتى طار بها الى الملحن المبدع عباس جميل، والذي ما ان قرأ ذلك النص البديع حتى شرع في تلحينه، وانهاه في عشر ساعات فقط لا غ . عشر ساعات من المشاعر الصادقة انتجت اغنية تدوم اع را. عشر ساعات م ثلة ولكن ليس في العراق وا ا في مصر انتجت اغنية م ثلة ستدوم اع را واع ر، وتص ايقونة ليوم الام في ن وز كل عام. ذهب الشاعر حس السيد لزيارة والدته في عيد الام، صعد ادراج الطوابق الخمسة، وعند الباب تذكر انه يشتر لها هدية، جلس على الدرج بباب شقتها، وكتب لها: ست الحبايب ياحبيبه ...... يا أغلى من روحي ودمي
108