Page 108 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 108

يوم وفاته و اما ك  يحدث في افلام الآكشن، كان احدهم يقود دراجته الايطالية بسرعة، وصل الى موكب التشييع، افسح له المشيعون الطريق، استخرج معجونة من حقيبته السوداء وضعها بكل رفق على وجه زميله الراحل جواد سليم، ضغطها برفق على جنبات وجهه الذي اصبح باردا، ثم نزعها وهو يب . كان خالد الرحال يستخدم دراجته في كل المناسبات عازفا عن شراء او استخدام السيارة، كان يعيش من اجل الفن، وكان يقول كل ما يخطر بباله دون تحفظ، انجز نصب الجندي المجهول وقوس النصر، و ثال ابو جعفر المنصور و ثال الام وعشرات الاع ل الاخرى، كان يرسم وينحت كل الوجوه التي يرى فيها حضورا مميزا، ويهدي اع له لأصحاب هذه الوجوه و ضي، نحت  ثالا
نصفيا بديعا للحاج مهدي الصفار صاحب الح م الشعبي واهداه اياه.
خالد الرحال اشترط على القيادة العراقية مقابل تصميمه لنصب الجندي المجهول ان يدفن بداخله بعد وفاته، فوافقت مرغمة، وكان له ما اراد بعد وفاته.
فائق حسن   يكن يريد لجثته ان تدفن في أي مكان لقد اوصى بحرقها ون  الرماد فوق البحر، يقال ان وصيته نفذت وان رماده وضع في 3 قوارير، بقيت واحدة عند زوجته في فرنسا، واخرى تم ن ها فوق البحر، وثالثة ارسلت بصعوبة الى بغداد بسبب خضوعه للحصار واعتبار اجواءه مغلقة امام حركة الط ان. استقرت القارورة الثالثة في مكتب الفنانة ليلى العطار في وزارة الثقافة العراقية وتدحرجت ب  اللوحات، واختفت،   يعرف القوم ماذا يصنعون بها هل يسلمونها لمن تبقى من عائلته، التي   توافق اصلا على مبدأ الحرق، هل يعرضونها في متحف امام جمهور لا يقر  سالة الحرق ويرى فيها ا ا كب ا، نقاش طوته الاحداث الكبرى التي عصفت بهذا البلد. وهي احداث ادت الى اه ل وخراب وتدم  الكث  من الت ثيل. استشهدت ليلى مع افراد من اسرتها خلال قصف بصواريخ امريكية اصابت بيتها الواقع قرب مبنى المخابرات العراقية في المنصور، قالوا انها كانت مستهدفة لشخصها بعد ان رسمت صورة للرئيس الامري  جورج بوش في مدخل فندق الرشيد   تدوسها اقدام المفتش  الدولي  عن اسلحة العراق.
كانت ليلى العطار »سيدة الهدوء في الشرق الاوسط« و »ام ة الصمت« والى جانب ابداعها في الفن التشكيلي، واحدة من اجمل جميلات بغداد واك هن اناقة ملبسا وحضورا، كان وجهها يغري كافة الفنان  لرسمها. فائق حسن كان يهتم باللون كث ا، مختلفا بذلك عن زميله جواد سليم الذي ظل يهتم بالشكل والحركة على حساب اللون. رسم الكث  من الخيل العربية خلال اقامته بباريس، عاش زاهدا، حتى انه ظل يرتدي ذات الجاكيت ل 30 عاما، كان يجيد الرسم والبستنة والنجارة والخياطة والطبخ وتصليح الكهرباء
وتسلّقالنخيل.ولماأرادرفيقعمرهجوادسليمأنينحتله ثالاً،اختارأنينحتكّفيهالمباركت ،لاوجهه.
حديقة الملك غازي بدلت اسمها بعد الثورة وصارت حديقة الامة وكانت  تد من ساحة التحرير حيث وضع جواد نصب التحرير بلون البرونز وتنتهي في ساحة الط ان حيث وضع فائق جدارية الثورة، ووضع فيها الآف قطع الس اميك الصغ ة الملونة ليجسد كافة فئات الشعب الثائر  ا في ذلك الفلاح  الع ل والجنود وتتوسطهم امرأة تطلق ح مات بيضاء، عن هذه الح مات كتب الشاعر سعدي يوسف قصيدته »تحت جدارية فائق حسن«: تط  الح مات في ساحة الط ان. البنادق تتبعها.............. وتط  الح مات. تسقط دافئة فوق أذرع من جلسوا في الرصيف يبيعون أذرعهم....... يقول المقاول جئنا لنبقى......... تقول الح مة هل قال حقا........ يقول النقا  ان السواعد ابقى وتبعه الشاعر المغر  علال الحجام فكتب قصيدة عن ذات المكان بعنوان »في ساحة التحرير امام جدارية فائق حسن« ، فتحول اسمها من جدارية الثورة الى جدارية فائق حسن بقوة القصيدة وشعبية الشاعر التي غلبت شعبية قائد الثورة الذي تم اعدامه في ثورة لاحقة.
محمد غني حكمت والذي تتلمذ على يد جواد سليم كان ايضا صاحب موهبة فطرية، لقد ظل يراقب قباب المساجد في الكاظمية والمآذن، ويذهب الى شط دجلة فيصنع مثيلا لها من الط ، كانت عائلته تحرم النحت لأسباب دينية ولكن ذلك    نعه من الس  على جمر موهبته، حتى صار شيخ النحات . اهتم كث ا بحكايا التراث فصنع  اثيل شهريار وشهرزاد ونصب كهرمانة )علي بابا والاربع  حرامي( ونصب الفانوس السحري، ونصب بغداد، وبساط الريح، والجنية والصياد و اثيل عشتار وحمورا  وا  الطيب
المتنبي. وله الكث  من الاع ل الاخرى خارج العراق كع ن والبحرين وباريس وروما.
تم الاستيلاء على الكث  من اع له الاصغر حج  من البرونز والخشب والحجر ، كنتيجة للغزو الامري  لبغداد، وكان آخر اع له نصب انقاذ الثقافة، وكأنه كان يتوقع هذا الاستهداف للثقافة العراقية.
عاش ايامه الاخ ة في الاردن برفقة زوجته غاية الرحال )شقيقة النحات خالد الرحال( وتوفي هناك عام 2011، وكان آخر ما صرح به خلال فترة مرضه: »ما زلت احلم بالعودة الى بغداد يوما لإنجاز ثلاثة اع ل برونزية: الاول  ثال للسندباد البحري عا اً وسط نهر دجلة، والثا  نافورة مصباح علاء الدين السحري في ساحة الخلا  )وسط بغداد(، والثالث لحرامي بغداد، تلك الشخصية التي اشتهرت في العصر العباسي، عندما كان يتلثم بالليل ليسرق اغنياء بغداد ويوزع بعد ذلك المال على الفقراء«.
110


































































































   106   107   108   109   110