Page 109 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 109

ِ بغداديات 68 صدا ُم عرفات مع صدام
ماذا يفعل ياسر عرفات هنا على غلاف العدد الاول من مجلة الف باء العراقية فوق راس الفنانة التشكيلية سم ة الصراف؟ وماذا فعل هناك في بغداد خلال زيارة الـ 48 ساعة؟ هل جاء عن طريق البر؟ هل تعرض لحادث س ؟ واين هي المجلة اليوم ؟ واين هي سم ة الآن؟.   اعد شابا لتنطبق ع ّلي مقولة »شاب وتغرب«، و  اصل الشيخوخة بعد لتنطبق ع ّلي تتمة المقولة »ختيار ماتت اجياله«، ولكنني من اصحاب السوابق الذين صار لهم ماضي يحنون له، ويضعونه في غربال الذكرى بعد ضبط مدى اتساع
فتحاته.
الحن  للزمن الماضي قاسم مشترك ب  المتقدم  في السن، ما الذي نفتقده حقيقة من ذلك الزمان؟! الكتب اليوم اك  تنوعا ووفرة، الصور اك  بهاء وسرعة، الاصدقاء اك  واقرب، السفر ايسر وارخص، المعلومات اوفر واشمل، المراسلات اسرع من ارتداد الطرف ودون طوابع. يبدو لي احيانا ان الحن  في جوهره حن  للدهشة، لقد اصبحنا نفتقد هذه الدهشة، كل شيء متاح وممكن وقابل للحدوث، و نتهى السرعة، سرعة لا تسمح لك بالتقاط الانفاس، او فرك اليدين تشوقا لانتظار شيء ما، ما عاد احد يقول لقد
ر فجفنيواتوقعاناشاهداحداما،اوح  كتنييديويبدواننيسأستلمنقودا،اوطّنتاذ يبدواناحداماينشغل هذهالساعة.
لن تنتظر اسبوعا لتحميض الفيلم و حيص الصور ووضعها في البوم، لن تذهب الى مكتب البريد، لن تنتظر رسالة او بطاقة معايدة، لن تذهب الى المكتبة لتسأل صاحبها عن موعد وصول العدد الجديد من مجلة العر ، لن تفاجئك مجلة العر  بدولة   تسمع بها من قبل، وتقدمها اليك مصورة مع معلومات شيقة وبلغة بديعة. ما زلت اذكر عددا مميزا عن طشقند.
للمجلات في ذلك الزمن سحرها الخاص، العر  بشمولها ورصانتها، كانت تأ  من الكويت بسعر مناسب فتدخل كل منزل، ويقرأها الجميع، المجلات المنوعة الفنية المصرية واللبنانية: الشبكة والموعد والاسبوع والمصور والصياد والكواكب وحواء والحوادث، مجلات انيقة غلافها يصبح بوسترا. ومجلتي ر ا وسمر، كانتا  تازان بنشر قصص مصورة )كوميكس( لنجوم السين  الايطالي  مثل فرانكو كاسباري وماريا انطونيلا او فرانكو دا  وكلوديا ريفللي.
المجلات السياسية لاحقا: شؤون فلسطينية، فلسط  الثورة، اليوم السابع، الهدف، الحرية، الافق، الكرمل، صوت البلاد، الطليعة. ومجلة اللوتس التي كنت اظنها فلسطينية، لاكتشف في  بعد ان رئاسة تحريرها فلسطينية ولكنها تصدر عن اتحاد كتاب اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية. للعراقي  ومن عاش في العراق ذكرياتهم الخاصة مع مجلة الف باء، والتي يقولون ان اسمها   يكن يقصد الابجدية الالفبائية، وا ا اختصار عبارة )ارادة بلادي(. العدد الاول من هذه المجلة، صدر يوم 21 / 5 / 1968 واستمرت في الصدور الى يوم احتلال العراق عام 2003، ظل العدد الاخ  في المطبعة دون توزيع، سيفتقد العراقيون هذه المجلة المنوعة، فيعاودون اصدارها بعد انقطاع دام 11 عاما. في
العدد الاخ  فتحوا ملفا سريا حول تهج  يهود العراق وعلاقة الزعيم عبد الكريم باسرائيل.
مؤكد انه   يعد للمجلات خبزة في عصر الجيل الخامس من الانترنت، ومؤكد ايضا ان اثر المجلات اكبر بكث  من اثر النشر الاذاعي والتلفزيو  والفضا  والوفرة الهائلة التي توفرها مواقع الانترنت. الوفرة تس  عكسيا مع القيمة، والجهد يتناسب طرديا مع الاثر.
من مجلة الف باء العراقية قرأت عن افضل صانع اعواد في العا  العر ، انه محمد فاضل العراقي، والذي حمل اعواده مشاه  العازف  والمطرب  مثل فريد الاطرش ووديع الصافي والاخوين جميل ومن  بش  ونص  شمة وغ هم كث ، يقال ان وزن العود الذي كان يصنعه من خشب شجر الورد كان لا يتجاوز الكيلو غرام الواحد.
من هذه المجلة تعرفت الى السيدة جوزف  حداد والتي كانت اول سيدة عراقية تحصل على رخصة كاب  طيار عام 1948. صورة الغلاف للعدد الاول من هذه المجلة، تحتفي بالرسامة العراقية سم ة الصراف، سم ة اليوم عادت لاسمها الاصلي سيم  والذي يعني بالفارسية بريق الفضة، وتواصل العمل على مشروع لرسم المشاه  عبر التاريخ، بعد ان حازت لقب رسامة الملوك والرؤساء.
111


































































































   107   108   109   110   111