Page 111 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 111
ذات المعلومات يؤكدها عباس ز عضو مركزية فتح، واما وزير الدفاع العراقي ايامها حردان التكريتي، وقبل اقالته واغتياله في الكويت، فقد كتب في مذكراته: »موقفنا من المقاومة الفلسطينية يكن مشرفا«. يقول عباس ز في مقال: »بعد الانتصار الفلسطيني الارد استقبل الرئيس عبد الناصر وفد فتح وقال »فتح أنبل ظاهرة وجدت لتبقى ... ورد عليه عرفات » لتبقى وتنتصر يا سيادة الرئيس« وزود عبد الناصر الثورة الفلسطينية بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الآر. .جي، واصطحب عبد الناصر ياسر عرفات إلى
الاتحاد السوفيتي الذي منحه الكث من الاسلحة .. وفتحت مصر معسكر إمبابة لتدريب الفدائي ، ك فتحت العراق معسكر الرشيد«.
هل قام ياسر عرفات في تلك الزيارة بتفقد معسكر الرشيد حيث يتدرب مجموعات من الفلسطيني على تنفيذ عمليات فدائية؟ هل تفقد ورش التصنيع العسكري التي اقامها فنيون فلسطينيون هناك وبدأت تتوسع وتنتج ذخائر وبنادق؟ قرأت ما كتبته الباحثة الفلسطينية سلافة حجاوي عن ايامها الطويلة في بغداد، وعن تخرجها بامتياز من جامعة بغداد عام 1956، وكيف قاموا بعد ذلك بشطب اسمها عن لائحة الشرف الجامعي لأنها غ عراقية، رغم انها تزوجت من الشاعر العراقي كاظم جواد وكان الشاعر بدر شاكر السياب الشاهد على زواجها، وانجبت منه طفل وحصلت على جنسية العراق، وقرأت عن نشاطها السياسي والنقا هناك في تأسيس فروع لاتحاد المرأة ثم لاتحاد الكتاب مع الكاتب الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا وناصيف عواد، وكيف انها استضافت ياسر عرفات لافتتاح فرع اتحاد المرأة. ثم زارته بعد ذلك مع النساء
المنتخبات في المستشفى حيث خضع للعلاج من كسور.
هل تكون تلك الزيارة التي ترصدها مجلة الف باء هي التي شهدت افتتاحه لفرع اتحاد المرأة الفلسطينية في العراق، وشهدت ايضا مشاركة عرفات في تشييع جنازة شهيد عراقي احضر جث نه معه من الاردن، وشهدت ايضا تعرض سيارة كان يستقلها لحادث اصطدام مع شاحنة عسكرية فرت بعد الحادث. قرأت اك في ذكريات سلافة عن نفورها المبكر من صبري خليل البنا »ابو نضال«، والذي انشق لاحقا عن فتح واسس المجلس الثوري، وسيطر على ورش تصنيع السلاح ومكتب المنظمة، ونفذ عدة عمليات اغتيال بحق كوادر الثورة الفلسطينية بأوامر مباشرة من الامن العراقي، قبل ان يتنقل من حضن صدام حس الى حضن الاسد ثم القذافي، ليعود الى العراق فيقتل فيها عام
2002، تقول الرواية الرسمية العراقية انه انتحر.
الثورة الفلسطينية في دمشق ولاحقا في ب وت كانت ملجأ وحضنا للمعارض العراقي الذين فروا من العراق. وابرزهم حسن النقيب الذي صار مستشارا لعرفات، وفرت لهم الحضن كمناضل عرب من اجل القضية الفلسطينية، لا كمعارض للنظام. تكن علاقة البعث العراقي نظمة التحرير وفتح وياسر عرفات على ما يرام ابدا، لا في تلك الايام ولا الايام التي تلتها، رغم كل ما يكتب عن طيب هذه العلاقة. ابو نضال واحد من تجليات هذا التنافر، تشكيل فصيل فلسطيني بعثي هو جبهة التحرير العربية، ليكون نقيضا لتنظيم الجبهة الشعبية القيادة العامة الذي يتبع الامن البعثي السوري، وسيتطور الامر لاحقا لتشكيل جبهة الصمود والتصدي لبرنامج النقاط العشرة، وتكليف المنشق ابو نضال باغتيال رموز تؤمن بهذا البرنامج. اما ما يكتب عن طيب العلاقة فيستند ايضا الى وقائع مادية ومعنوية، منها استبسال الجيش العراقي في المعارك قبل النكبة، واستقبال اللاجئ ومنع الاونروا من الانفاق عليهم )رغم ان هذا الكرم اضر لاحقا باللاجئ الفلسطيني الى العراق، كونه قد حرمهم من تسجيل اس ئهم كلاجئ في ملفات الامم المتحدة(، ويستند ايضا الى اشتراط صدام حس انسحاب اسرائيل مقابل انسحابه من الكويت، وهو اشتراط ساذج ولا اخلاقي، وقصفه لتل ابيب بعدة صواريخ، خلال حرب الخليج. وهو قصف يحمل كل منا في داخله عدة مواقف منه، موقف نفسي يتعلق بالمشاعر وآخر مادي يتعلق بالنتائج النهائية، ور ا موقف ثالث
يتعلق بالنوايا، ورابع بالمصالح الشخصية التي تضررت كث ا للجالية الفلسطينية الكب ة جدا في الكويت.
الحقيقة ان العلاقة ظلت مضطربة منذ البدء، وبعيدة عن الثقة، وحسن التفهم، في اجاباته على اسئلة الاستاذ صخر ابو فخر يروي ابو ميزر الحكاية التالية: بعد زيارة عرفات الناجحة لموسكو بدأ التخطيط لزيارة الص وكوريا الش لية، وتم الاتفاق على سفر الوفد عبر مجموعات ومن عدة طرق، على ان يتم اللقاء في مدينة داكا عاصمة اقليم باكستان الشرقية، ذهب ابو اياد ومعه ام الهندي من خلال سوريا، وذهب ك ل عدوان من خلال الامارات، وذهبت مع ابو ع ر الى بغداد برا، وهناك كان يجب ان نلتقي بروتوكوليا مع الرئيس احمد حسن البكر. في ذلك اللقاء اراد البكر مداعبة ا ع ر وم زحته، فقال: »وينك يا مهزوم؟« وهي عبارة يقولها العراقي تحببا
عنى: تتهرب من مقابلتي، ويقابلها عند بقية العربان عبارة »وين ما بنشوفك؟« .
ارخى ابو ع ر شفتيه غاضبا واعتبر ان العبارة اهانة قاسية، و تفلح كل التفس ات في تلطيف الاجواء. يضيف ابو ميزر سافرنا بطائرة عراقية الى كراتشي وقابلنا هناك حسن النقيب الذي كان يعمل ملحقا عسكريا في سفارة العراق لدى باكستان، وتجمع الوفد في داكا ومن هناك امن الصينيون لنا طائرة باكستانية خاصة وزودونا بالكتاب الاحمر ل نلوح به فور وصولنا، كان معنا في الكرسي الاخ من الطائرة شخص مجهول ذهب ابو اياد للتعرف عليه، فتب انه عبد السلام جلود وكان ذاهبا الى الص كمندوب للثورة الليبية والتي يكن قد مضى على نجاحها سوى عدة اشهر، ويريد شراء قنبلة نووية يعود بها الى ليبيا. يبدو ان عائقا نفسيا ارتسم ب الرجل عرفات والبكر، ولعل ما نقله الكاتب والصحفي ابراهيم علاء الدين عن ابو اياد يلخص ذلك، يقول ابو اياد: انه بعد اجراء اتصالات مع صدام حس وكان وقتها نائبا لرئيس الجمهورية تم عقد لقاء ب عرفات والبكر. ويضيف ابو اياد دخلنا باب المكتب وبرفقتنا صدام حس فلم نر احدا بالمكتب... البكر قص جدا فعندما يجلس على كرسيه في المكتب لا يظهر
راسه من الخلف وهكذا كان عندما دخلنا يجلس على الكرسي ووجهه الى النافذة خلفه فلا يظهر منه شيء.
113