Page 118 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 118
العراق لا يستورد الكلام، العراق يخلق الحروف ويصنع الكلام، العراق لا يقبل العطايا، العراق يوزع على الكون الهدايا، شعرا ون ا، رس ونحتا، موسيقى وغناء.
العراق يلفظ عن نفسه كل ما عداه، ولن يكون العراق الا عراقيا خالصا من ألفه الى منتهاه. وك كان النغم عراقيا وك كان الحزن عراقيا سيكون الفرح عراقيا ايضا بهمة الثوار. ستفتح شهرزاد اذنيها على عزف منفرد على العود، د ايديها فتلمس رمل صحراء الرمادي، تفتح اعينها فتشاهد أطياف رجال يلعبون الجو ، تشم رائحة ط ممزوج بقصب الاهوار، تس في زحام شارع السعدون وتهرب الى هدوء ووناسة شقيقه أبو النواس، تجلس الى مقاهيه وباراته الغافية على حافة دجلة، ترقب قوارب الصيادين
متهادية بحملها الذي سيصبح سمكا مسكوفا يصحبه طرشي النجف، يتلوه شاي بالاستكانة.
سيصيح سندباد: ان باعدتنا حدود بحب الوطن نلتم ..... ان فرقتنا حدود وحدتنا وحدة دم جيناك يا بغداد والله الهوى نسم ..... فجرك علينا عاد حتى الوطن يسلم وتظلي د ا فوق منصورة يا بغداد ..... ونشوفك بعز دوم منصورة يا بغداد منصورة يا بغداد منصورة يا بغداد منصورة يا بغداد منصورة يا بغداد ر ا يتذكر البعض ذلك اليوم من اواسط انينيات القرن الماضي ح كتب الشاعر زه الدجيلي هذه الاغنية وطاف مع ملحنها طالب القرة غولي على مقرات اتحادات الطلبة العرب في حي الوزيرية، )فلسط والاردن ولبنان والسودان واليمن وتونس وغ ها( طالبا من كل اتحاد انتداب مجاميع من طلبته ل تدوا ازيائهم الشعبية ويشاركوا في تسجيل هذه الاغنية على المسرح، كان نشيدا عظي في يوم عظيم.
بغداديات 72
اطول من ذكرى واقصر من ذاكرة
ليس هناك ما هو اسهل من الاعجاب بالأغنية العراقية حتى لو تفهم الكث من معا مفرداتها الموغلة في ط الاهوار، السابحة ب رصافة وكرخ دجلة، او نامية في صحراء الرمادي، او طائرة فوق شلالات اربيل كردستان. وليس هنالك ما هو اصعب على المطرب غ العراقي من اداء الاغنية العراقية حتى لو كان من اك المطرب اقتدارا. )يضع الانسان دوما قواعد جميلة غ مكتوبة لنفسه، وقد يفرضها على الآخرين فتص معاي ويصبحون عبيدا لها(.
ر ا لأن المطرب الاصيل تجاوز فهم مدلول الكل ت، فهضمها وسارت عصارتها في دمائه، وتشرب اجوائها فقدم روحها مع شكلها، فالتقليد يستصعب استحضار الارواح ويستسهل تقديم الشكل. )لا بد من تبرير نظري علمي الشكل للقواعد حتى تبدو مقنعة لصاحبها ثم لغ ه(.
ور ا بسبب اختلاف القصد والنية فالمغني الاول يريد بالأساس قلوب الجمهور، واما الثا والثالث والرابع فلا يريدون بالأساس سوى التميز عن الاصل وعمن سبقهم. )ح لا تكفي المبررات علمية الشكل نلجأ لما هو ابعد وغ محسوس، الخيال اخطر من الواقع، خاصة ح يكون حقيقة غ مثبتة( كث من المطرب العرب فُتنوا بالأغنية العراقية فحاولوا تقد ها، حاول ذلك عاصي حلا ووائل كفوري وملحم زيم ومحمد عساف وحس الجسمي، وفلة الجزائرية ومكادي نحاس وفايزة احمد وغ هن كث .
)الاستدلال ا هو نسبي لخلق اليق ، يحمل من الخداع ذات المقدار الذي يحمله من الصواب(.
ذكرياتنا تلتصق بالأغنية الاصلية، فيص مكان وزمان س عها جزءا اصيلا منها، فللذاكرة دا ا طرقها العجيبة في ارشفة الحدث، وفي اختزال طريقة التعب عن الاعجاب به او القرف منه.
120
