Page 15 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 15
وفي ليلة عيد الميلاد، اراد السلطان تكريم ومكافئة قائد المدفعية وانصاف الارمن الذين تعرضوا للقمع على ايدي الصفوي ، فامر بإطلاق قذيفة وجعل مكان سقوطها موقعا للكنيسة الارمنية. تبتعد القذيفة كث ا، وحيث سقطت بنى الارمن كنيستهم واسموها مريم العذراء، وظلوا يصلون فيها ويبتهلون الى الله، لكن ذلك نع احفاد احفاد السلطان التر من ابادة الارمن ابادة ج عية بعد نحو 300 عام الا قليلا. وفي ليلة عيد الميلاد، اراد السلطان تكريم ومكافئة قائد المدفعية وانصاف الارمن الذين تعرضوا للقمع على ايدي الصفوي ، فامر بإطلاق قذيفة وجعل مكان سقوطها موقعا للكنيسة الارمنية. تبتعد القذيفة كث ا، وحيث سقطت بنى الارمن كنيستهم واسموها مريم
العذراء، وظلوا يصلون فيها ويبتهلون الى الله، لكن ذلك نع احفاد احفاد السلطان التر من ابادة الارمن ابادة ج عية بعد نحو 300 عام الا قليلا.
شاءت الاقدار ان يستأجر تجار الصابون مخازن في المنطقة لتخزين بضائعهم، فنشأت محلة الصابونجية، واصبحت جزءا من الحي المسمى كلجية و كوك نزر، وشاءت الاقدار كذلك ان تتحول الاس ء الثلاثة الى اس ء لأوسع احياء الدعارة، برعاية المحتل البريطا ، الذي سعى لتنظيم المهنة واصدار التراخيص واجبار العاملات على الخضوع لفحص طبي دوري. ظل الامر كذلك في هذه البيوت، رغم قربها من وزارة الدفاع التي اقيمت هناك بجوار قلعة تاريخية، ورغم وقوع ساحة الميدان حيث يبدأ شارعا الرشيد والجمهورية. تفيد احصائيات مركز الوقاية الصحية لعام 1939، ان قرابة مليون زبون دخل هذه البيوت البالغ عددها مئة، وتفيد احصائية نشرت عام 1952 أ َّن جميع
»عاهرات« حي كوك نزر البالغ عددهن 314 »عاهرة«، مصابات بأمراض جنسية مختلفة، أهمها الزهري.
شن المؤرخ الموسوعي جلال الدين الحنفي حملة ضد بيوت الدعارة منذ العام 1943 وتكللت بهدم هذا الحي عام 1952، غ ان هدم الحي ادى الى بروز اشكال اخرى ُم َقنعة للدعارة. تكن بيوت الدعارة او احيائها وقفا على بغداد، او الموصل او البصرة، لقد كانت موجودة على هامش كل مدينة عربية. ولا زالت، ولكن الصنعة الاقدم في التاريخ اصبحت اك تعقيدا وحرفية وتوحشا وأك خضوعا لمعاي ومتطلبات السوق.
كان هناك حي قرندول في جزيرة اللؤلؤ )البحرين( وكان هذا الحي متنفسا لشيبة وشباب البحرين، وكذلك لشيبة وشباب السعودية في أوائل وأواسط القرن الماضي، قبل ان يفتح الله عليهم بالفنادق والملاهي في الدول القريبة والبعيدة. كان في هذا الحي ٣٠ قوادا يديرون ٧٠ قحبة ، و ٢٠ قومجدي )خكري اي شاب مثلي جنسيا(، فضلا عن النساء المسارقيات اللوا يقض يوما ويذه . سعى المستعمر البريطا عبر مستشاره في البحرين أيامها الى تنظيم هذه المهنة الأقدم في التاريخ بإصدار قرار جاء فيه: نع العاهرات المجاهرات من مزاولة اع لهن الا في حي قرندول بالمحرق، وحي قبلة في المنامة، وهدد القرار عاقبة من يؤجر منزله لهذا الغرض خارج الحي المذكورين. تقول الأديبة الكويتية ليلى العث ن : "اماكن البغاء كانت جزءا من تاريخ المدن العربية دون استثناء ، في الكويت كان هناك منطقتا الرميلة دينة المرقاب والحرية التي كانت تقع قرابة مقر وزارة الإعلام حاليا. وفى الإمارات كان هناك محل اسمه الع ، وكذلك في مصر وسوريا وكل المدن العربية القد ة، وهذا أمر ثابت في تاريخ تلك المدن، و آت به من عندي، وهذه ليست دعوة لعودة هذه البيوت وا ا تأكيد لحقيقة تاريخية لا يجب إنكارها". قرندول البحرين اصبح اسمه اليوم "فريج الزراريع" وصار شبيها بجيتوللعّزابمنافرادالع لةالآسيوية.وكذلكزالتالكث منالاحياءالمخصصةللدعارةفيبقيةالمدن،خاصةبعدانض مكافةالدولالعربيةلاتفاقيةالأممالمتحدة
الخاصة نع الإتجار بالبشر .
تقول المراجع ان ويندل ويل نائب رئيس الولايات المتحدة ومؤلف كتاب ) عا واحد ( زار بغداد ابان الحرب العالمية الثانية، وأصر على زيارة حي الكلجية لعدم وجود مؤسسة اثلها في الولايات المتحدة، فطاف فيها وتحدث مع القوادين والس سرة ودخل بيوتهم واندس ب القحاب وجلس في المقاهي الموجودة هناك، وتحدث مع احد القوادين وشرب معه الشاي واثنى عليه. تحت عنوان "جنازتان" عقد الدكتور إقبال محمد علي مقارنة ُم ّرة ب جنازة القواد الشه المدعو داود اللمبجي في ثلاثينيات القرن الماضي والجنازة التي اقيمت عام 2015 للسياسي ورجل الاع ل العراقي احمد الجلبي المتهم بالفساد، والذي كان صديقا للأمريكان وتولى رئاسة هيئة اجتثاث البعث.
في هذا المقال يرى الكاتب ان م رسي وم رسات القوادة والدعارة في الثلاثينيات كانوا اك وطنية وخدمة للصالح العام من سياسيي اليوم، وم جاء في مقاله هذه القصة: "في عام 1938 فاض نهر دجلة وانفتحت العديد من الفجوات في جدار السدة، وراحت المياه تتدفق في الشوارع، والمعتاد في مثل هذه الحالات أن تقوم الشرطة بتجنيد الناس بالسخرة لدرء الفيضان وتقوية السور، كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل، فمن أين لمدير شرطة بغداد ان يأ بالسخرة؟! وقد آوى الناس لبيوتهم نا وخلت
الشوارع من المارة، يكن هناك سوى حي الدعارة حيث ما زالت بيوته تعج بالناس وبالنشاط.
اقتاد مدير الشرطة ثلة من افراده وهرع الى هناك فجمع كل من وجده في تلك البيوت من القحاب وزبائنهن واقتادهم للعمل في حفر الارض وملء اكياس التراب التي حملتها القحاب على ظهورهن لردم الفجوة، وايقاف تدفق المياه، استمرت القحاب وزبائنهن بالعمل حتى آذان الفجر، واسهمن حقا في سد الثغرة وانقاذ العاصمة من الغرق ولولاهن لاجتاحت مياه الفيضان الجوامع والمساجد والبيوت. وبعد صلاة الفجر عادت بهن وبزبائنهن سيارات الشرطة كل الى بيته. وفي اليوم التالي بعث ام العاصمة رسالة
شكر وتقدير لكل القحاب والقوادين الذين ساهموا بالعمل الشعبي لدرء الفيضان عن بغداد .
17