Page 51 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 51

بغداديات 34
يات ُ ياتوتيارّمانياعن ُب
اغنية كل ما فيها لذيذ، وقصتها ألذ، فيها الت  والتوت والرمان والعنب، لحنها وغناها ناظ ن، الاول نعيم والثا  غزالي، واما من كتبها وكيف ومتى واين؟ فمن هنا تبدأ الحكاية، وتحديدا في ع رة ) كوليج هول ( في الجامعة الامريكية بب وت عام 1925، وهو العام الذي شهد بداية تعليم الجنس  في هذه الجامعة العريقة. يومها استحالت حرارة ورطوبة الصيف الب و  الى نسيم عليل، بفضل طالبة شامية دخلت الجامعة وشغلت اهلها عن علمهم بحسنها الفتان، واذا كان الحسن يوقظ ارواح البشر ، فان
الفتان منه يوقظ ارواح الشعراء، وهذا باختصار ما جرى وصار .
في ذلك اليوم حلقت روح العباس بن الأحنف واستقرت في جسد طالب فلسطيني نحيل يدعى ابراهيم، واستقرت روح ديك الجن الحمصي في جسد طالب سوري حموي يدعى وجيه، واما روح شاعر الخمريات ابو نواس فقد استقرت في جسد طالب عراقي ثري يدعى حافظ، وظلت روح الشاعر صريع الغوا  مسلم بن الوليد ها ة الى ان استقرت في جسد الطالب الب و  المدعو عمر. في درس التاريخ عند الدكتور عند الدكتور اسد رستم اصبحت ليلى ت ، الحسناء الشامية سالفة الذكر، شيطانة شعر الطالب البغدادي حافظ جميل، واما الطالب النابلسي ابراهيم طوقان فقد فُ  بالطالبة الفلسطينية ماري صفوري من كفر كنا، وهي القرية الفلسطينية المشهورة بالرمان اك  من
غ ها. داعب الشاعر عبد الكريم الكرمي »ابو سلمى« صديقه الشاعر ابراهيم طوقان، المتيم بحب ماري فنسب اليه قصيدة مطلعها: ياصباياكفركنا......آهمنأعينكّن وذلك محاكاة لقصيدته المشهورة : بيضالح ئمحسبهّن......ا ارددسجعهّن اشتهرت القصيدة المنسوبة لطوقان كث ا في الجامعة الامريكية، ولما سئل عنها قال: والله ما ابتدعها الا ابو سلمى، ولكن النقاد عدوها من شعره ونسبوها اليه. بدأ الشابان التغزل ك ٌل بشيطانة شعره، على مسمع ومشاركة زميليه  السوري الحموي وجيه البارودي، واللبنا  الب و  عمر فروخ، وكانوا قد انتظموا جميعا في حلقة ادبية سموها »دار الندوة«. كان التهاجي والتظارف والتساجل ديدنهم، وكان كل منهم يعيب على الاخر سلامة ذوقه ورقة احساسه، وقد يصل الامر ان يهجو احدهم شيطانة الآخر بأبيات قاسية. يقول حافظ: كنا دون العشرين من العمر ومفتون  بالحياة الجامعية، وكنا الاربعة ننظم قصائد مشتركة حتى تجمعت على شكل ديوان سميناه )الديوان المشترك( ولكنه فقد و  يطبع مع الاسف الشديد.. والادهى من ذلك ان قصائدنا كادت تتسبب بطردنا من الجامعة بعد شكوى تقدمت بها الانسة ليلى ت  وشقيقتها اليس. كان وجيه وحافظ يتنزهان في حديقة الجامعة فأقبلت المِس ت  من بعيد، فصاح حافظ بأعلى صوته : )يا ت  ...( , فالتفتت مستغربة هذا النداء المفاجئ وغ  المبرر، فلاحظ قرطها وكان على شكل حبة توت فأكمل على عجل: )يا توت ...( فاقتربت حتى لاحظ نهديها فهتف: )يا رمان .....( فابتسمت له وقد فهمت انه يداري على ندائه الاول ويتغزل بها غزلا مغلفا .... اسكرته ابتسامتها واذهبت ما تبقى من عقله، فناشد متضرعا: )يا عنب .....(، فرت الفتاة كغزال من امامه  وهي تداري ابتسامة النشوة والجذل، وهنا ضحك وجيه معجباً بسرعة بديهة حافظ وأجابه مباشرة: )يا ُد ّر يا ماس يا ياقوت يا ذهب ... )
وعندماعرفإبراهيمطوقانبالقصةبدأتحكايةنظمالقصيدةالتيكّرتسبحةأبياتهافي بعدمنأفواهالشعراءالثلاثة،حتىاصبحمختلفاب الناسعلىصاحبها،رغم ان اصحابها   يختلفوا عليها ولا على غ ها. ولعل الاصدقاء جميعا قد رفضوا ان تسجل هذه القصيدة على اسمهم اكراما لصديقهم حافظ خاصة وان غرامه بالآنسة ت ، وهو الغرام الذي تجدد عندما التقاها خلال عملها كمدرسة في معهد المعل ت ببغداد، ظل عشقا من طرف واحد و  يتكلل بزواج، بل انه اصبح جرحا غائرا عندما دعته
لبيتها ورجاه زوجها ان يلقي عليه  قصيدة الت .
اذن القصيدة، والتي غناها ناظم الغزالي ثم المطرب فؤاد سا ، نسبت للشاعر العراقي حافظ جميل، واما ابراهيم طوقان فقد اكتفى بالتشارك مع زميليه في قصيدة )حدائق الشام( او )حدائق العشاق( والتي أُعتبرت معارضة لقصيدة )يا ت ( واحتوت على ابيات منها، و  يضعها في ديوانه. اللوحة للفنان العراقي المغترب ستار كاووش تقول قصيدة حافظ:
53


































































































   49   50   51   52   53