Page 49 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 49
امر آخر يحدث في بعض هذه المقاهي و اسمع به الا في روايات الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، هو مسابقات صراع الديكة التي كانت تجريها بعض المقاهي البغدادية، وسط مراهنات مرتفعة القيمة وح سية جدا، في يتجمع في مقهى آخر، المدمنون على الاشتراك في رهانات سباق الخيل، وفي مقهى يليه هناك حلبة لأجراء مصارعة الكباش، وفي مقهى آخر هناك حلبة مصارعة حقيقية ومباريات حقيقية تنظم تحت اسم فارسي هو )الروز خانة( او )الزور خانة( أي بيت القوة. حصل في تاريخ بغداد ان تقابل على جانبي شارع الملك غازي، مقهى عنجر حيث تناول رئيس الوزراء نوري السعيد وجبة الافطار، فصار رواد المقهى من الاتجاه القومي المناهض للشيوعية، مع مقهى 14
وز الذي تزدان جدرانه بصور ماركس ولين ويؤيد رواده الزعيم عبد الكريم قاسم.
كث ة هي مقاهي بغداد، كث ة منذ القدم، فمع بدايات القرن الماضي كان عددها نحو 300 مقهى، وكانت ولا زالت متنوعة وشديدة التميز عن بعضها البعض، غ ان اغربها سيكون هو مقهى ابراهيم عرب، المتوفى عام 1979، صاحب هذا المقهى يستعن لا طرب ولا راقصات ولا قراء مقام او حكواتية، من اجل اجتذاب الزبائن. لقد كان شخصا اجت عيا جدا، تلتف حوله جموع الزبائن لس ع قصصه الغريبة المدهشة، والتي يصوغها على نحو يحتشد بالمبالغات والاكاذيب البيضاء التي كان يدهش الحاضرين بها، لقد كان باختصار وحسب التعب الدارج لدى البغدادي عن الكذب )يط فيالة(. وكان على الجميع تصديقه وإلا فان اولاده واشياعه سيكونون جاهزين لضرب من لا
يصدق، وسيكون على المضروب ان يطلب وساطة بعض كبار رواد المقهى لطلب المصالحة.
انه لمن سوء الحظ ان تختفي هذه المقاهي، وان يزول ايز من بقي منها، وان يص التميز علامة تجارية محكومة بلون وشعار، انه سوء الحظ الذي يجعلك تجد كل المقاهي من رام الله الى الص مرورا بتونس وروما متشابهة، بلون الكرسي والطاولة وملابس الندلاء واللوحات على الجدران، وبالشعار على كاسات الكرتون المقوى وغطاء البلاستيك المفتوح، انه سوء الحظ ح تتشابه المدن الى حد الملل، ويص الطعم موحدا ومحفوظا في كيس مربوط بخيط ينتهي بشعار.
بغداديات 33
المومس العمياء والوزيرة العربية الاولى
اعتقد ان المرأة العراقية نالت بعضا من حقوقها قبل غ ها من النساء في بقية اقطار الوطن العر ، كن ملاحظة ذلك في ظهور الفنانات العراقيات، وفي احتلال النساء لمناصب حكومية، حيث كانت نزيهة الدليمي مثلا اول سيدة عربية تتولى منصبا وزاريا، و كن ملاحظة ذلك من مجمل المشاركات النسوية في الحقول الاكاد ية، ومن طبيعة القوان ، والنقاشات التحررية التي كانت تدور في تلك الايام. عدد كب من الفنانات والمطربات العراقيات اشتهرن خلال الربع الاول والثا من القرن الماضي، فالمطربة من ة الهوزوز اعتزلت الغناء في خمسينيات القرن الماضي بعد نجومية كب ة استمرت 30 سنة، وجعلت من لقبها هوزوز ماركة تجارية لكث من المنتجات. سمعها الشاعر الكب
َرأَتَشخَصالَرقيِبَعلىالتَدا ...فَأَسَبلَِتالظَلاَمَعلىالِضياِء فَغاَبالُصبُِحِِمنهاتَح َتلَيٍل.َ.. َوظَ َّلالماُءيَقِطُِرفَوَِقمِاِء فَُسبحاَنالإلَهَوقَدبَراها...كَأحَسِنمايَكوَنمَنالنساء فقال الرصافي فيها : هل سمعتم ) من ة ( وقد افاضت من بديع الغناء في كل فن خلق الله صوتها العذب كي يعرف الناس كيف حسن التغني وبراها ممشوقة القد كي يعرف الناس كيف حسن التثني
معروف الرصافي تغني من علة البحشاي زايد عذا ثم اغنية، تجفى وتصل لعداي فاغنية إن شكوت الهوى فلست منا، ثم قصيدة ابو النواس: نََضت َعنهاالَقميَصلَِص ِّبماِء...فََو َّرَد َوجَههافُرُطالَحياء وقابلَِتالَنسيموقَدتََعرت...ِ عتَِدٍلأَر َّقِمَنالَهواِء
ََََََ َََُِِِّ فَلَّ أنقََضتَوطراًَوَه َّمت... َعلى َعَجٍلإلىأخذالِرداء
51