Page 47 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 47

ولوقدرناعلىالاتيانجئتُكُم........سعياعلىالوجهأومشياعلىالراِس وقد قرأت كتابا من صحائفكم ........ لا يرح ُم الله إلا راح ُم الناس في جلسة اخرى وعلى مقهى آخر هو مقهى عزاوي، لاحظ الاصدقاء غياب عامل المقهى سل ن صاحب الوجه البشوش، وتركه للعمل بعد خلاف مع معلمه، فبدأوا في ذكر مناقبه واستذكار بشاشته، وسرعان ما تحول حديثهم الى اغنية بديعة يؤديها قارئ المقام حس  الاعظمي فترسخ بكل تها ولحنها في الذهن الى الابد، فراگهم بچا  ........ چالماطليه بالضلع بيك اشترك دلالي ........ يگلون حبي زعلان آه يا گهوتك عزاوي ........ بيها المدلل زعلان سلم عليه من بعيد ........ وحواجبه هلال العيد ممنون گلي ش  تريد ........ سواها بيه سل ن لأركض وراهم حافي ........ و عبيتي على چتافي بوسه من الاسمر كافي ........ سواها بيه سل ن بيك اشترك دلالي ........ يگلون حبي زعلان آه يا گهوتك عزاوي ........ بيها المدلل زعلان
ك  ترسخ مع الاغنية تلك المقدمة الموسيقية البديعة على آلتي السنطور والجوزة، وموال من اول قصيدة حوارية في الادب العر ، تلك التي كتبها وضاح اليمن قبل ان يتغزل بزوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك فيأمر بقتله: قالت: ألا لا تلجن دارنــا ........ إن أبانا رجل غائر فقل ُت:إ طالبغرةمنه........وسيفيصارمباتر قالت: فان البحر ما بيننا ........ قلت: ا  سابح ماهر قالت: فان القصر من دوننا ........ قلت: فا  فوقه ظاهر قالت: فإن الله من فوقنـا ........ قل ُت: فر  راح ٌم غافر قالت: لقد أعييتنــا حجة ........ فأ ِت اذا ما هجع السامر وأسقط علينا كسقوط الندى ........ ليلة لا ناه ولا زاجــر
بغداديات 32
الرصافي ينعى الفتى المثلي اليتيم
  اكن اريد التوسع اك  في موضوع مقاهي بغداد، لكن تعليقات الاصدقاء عن مقهى ام كلثوم تفتح الشهية للحديث عن هذا المقهى وعن غ ه من المقاهي المتخصصة بكل فن ومهنة او هواية. هذا المقهى كان مخصصا لس ع اغا  ام كلثوم فقط، غرامفون ببوق نحاسي كب  يتموضع بكل تقدير في الزاوية وفوقه رفوف الاسطوانات، التي يتعامل معها النادل بكل احترام، فيلبي طلبات الزبائن، ولكن بالدور. هكذا كان الامر قبل ان تظهر المسجلات، ومن بعدها الانترنت، صاحب المقهى عبد المع  الموصلاوي كان مولعا بأم كلثوم، فوضع صورها على كل جدران المقهى، و  يفكر ولو دقائق عند س عه خبر وفاتها، لقد طار فورا الى القاهرة للمشاركة في تشييعها. وعاد سريعا فأقام بيت العزاء بالراحلة العظيمة في مقهاها لثلاثة ايام، فنانون ك  كانوا يترددون على هذا المقهى الواقع في حي الميدان. ما زال هذا المقهى قا ا ولكن اسمه اصبح الآن ملتقى الاسطورة. وغ  بعيد عن الميدان كان هناك مقهى السنك، الواقع في جانب الرصافة وعلى حافة الجسر الذي يحمل ذات الاسم اليوم، لقد تخصص هذا المقهى في استضافة قراء المقام
العراقي فقط، وعلى رأسهم رشيد القندرجي.
مقاعد هذا المقهى ومقاعد غالبية المقاهي التراثية   تكن كراسي، لقد كانت ولا زالت في غالبها ارائك خشبية طويلة، مفروشة بـ دوشك من الاسفنج، ومزودة بالمساند، ويطيب للبعض ان يجلس متكئا، او متربعا عليها، في  هو يستمع بطرب ويستمتع بشرب الشاي. على واحد من هذه المقاهي في شارع الرشيد جلست ذات يوم من ايام
49


































































































   45   46   47   48   49