Page 46 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 46
علىمقاعدهذهالمقاهيجلسكبارالادباءوالكتابوالشعراءيحملونكتابااودفتراوقل ودونواملاحظاتصارتروايات ُ ثَل،اواشعاراتغنى،ولر ااختلطالحابلبالنابل وقدحت شرارة ابداع احدهم عند س عه كلمة او ملاحظته لموقف، فانشد بيتا او مقطعا فصحح آخر كلمة او اضاف بيتا او مقطع، وقام ثالث بفعل امر مشابه، سيص لدينا لازمة تتردد ومقاطع تتوالى وتتنقح وتنتفخ، وسيكون لدينا اغنية نتوارثها، بعد أن ضاع نسبها وتوزع على الحضور جميعا. قد لا تكون كل تها متسقة فهي تأت من ذاتالمنبع،وقدتحملطرافةلحظية،لاتصلالينالأننا نكنمنالحاضرين،وقدتكونمجردكل تعادية ُمَنغمة،الاانالروحالتيسادتهاعندماقيلتلأولمرة،وما صاحبها من جو بهيج، او مشاعر فرح او حزن، وما تخللها من الفة واتفاق وراحة بال، سيصلنا لا محالة، سيصلنا محمولا على حروفها وكل تها وهي تت وج جذلى بنغ ت
وطبقات وبحة صوت مغنيها.
اسمعت احد اصدقا اغنية "خدري الشاي" بصوت الفنانة فريدة، والاغنية عبارة عن حوارية ب صديقت ، تنشغل المضيفة عن تقديم الشاي لصديقتها الزائرة بسبب تكدر مزاجها وهرب محبوبها عنها وذهابه الى البصرة، وتستذكر جلساتها معه لشرب الشاي فتب وتحرم عمل وشرب الشاي والهناء بشربه وتهدد بكسر الابريق: خدري الشاي خدري ........ دادا لمن أخدره؟!........ روحي لمن اخدره ؟! ......... ش لج يا بعد الروح؟! ش لج يا بعد الروح؟! دومك مكدرة راح الي يشرب الشاي ........ سكن ديرة البصرة ........ نكر والله العشرة **** ش أحلى من أصب وأنطيه.... وأقوله أشرب أتهنى ........ دوخة باستكانة ه ........ أطرب على الرنه لو عاينت الخدود ... وأطلب بوسة منه ........ يقرب ويقول تفضل وخذ عشرة ***** ولفي راح يا ناس ........ فر وشمر عني عيني باردة عليه ........ والواهس قتلني .. عقبه ما اشرب الشاي لا والله ابتهني والزم فاسة القنجول والقوري أكسره
اعجب صديقي بالأغنية جدا ولكنه استدرك قائلا، ولكن الموضوع لا يستأهل كل هذا!!!، فكل ما في الامر كاس شاي، ضحكت كث ا وانا احاول الموازنة ب مضمون ما تحمله كل ت الاغنية وكيف تصلنا محمولة بصوت فريدة وعلى انغام مقام وتخت موسيقي شرقي. الحقيقة ان مضمون كل ت بعض الاغا العراقية الشه ة بسيط الى درجة السذاجة، والمواقف التي حصلت واسست لها تكن مفاصل مهمة او نادرة، ولكنها حصلت في اجواء الود على المقاهي فتأسست هناك نغ تها حاملة جوها الخاص
المفعم بالسرور والانبساط.
كان الاصدقاء وكلهم من المثقف جالس لشرب الشاي فقال احدهم انه بدأ بزراعة نبات بزر نكوش )مردكوش( في حديقته، فذكروه بانه كب في العمر ويحتاج فقط الى زراعة الحناء لصبغ الشيب في شعر راسه ولحيته، وسرعان ما تحول الموقف البسيط الى اغنية تراثية خالدة، يؤديها نتهى الاتقان قارئ المقام يوسف عمر فيسحرك بجودة الاداء وروعة الموسيقى، ثم تصفن في الكل ت فتراها بسيطة وفي الموقف فتراه ساذجا، ولكنك تظل مسحورا.
يا الزارع البزر نكوش ازرع لنا حنه ........ وج لنه غربن وا ويلي للشام وما جنه ومحملات بذهب وا ويلي فوق الذهب حنه ........ دك الحديد على الحديد وا ويلي وإسمع له رنه رنه يا محبو جرحتني داويني ........ يا الزارع البزر نكوش ازرع لنا حنه جرحك يا قلب خنجر ولا تسكينة ........ يا الزارع البزر نكوش ازرع لنا حنه غناها يوسف عمر مسبوقة وال طويل من شعر بديع منسوب لعدة شعراء من العصر العباسي: والله ما شرقت شمس و لا غربت ........ إلا وذكرك مقرون بأنفاسي ولا خلوت إلى قو ٍم أح ّدثهم ........ إلا و أنت حديثي ب جلاسي و ما هممت لشرب الماء من ظ ........ إلا رأيت خيالا منك في كاسي أ عشقت وما بالعشق من بأ ٍس ........ ما مر مثل الهوى، شيء على راسي مالي وللناس كم يَل َحونني سفها ........ ديني لنفسي ودين الناس للناس ما للغداة اذا ما زرت مالكتي؟! ........ كأن وجوههم تُطلى بأنفاسي اللهيعلمماتر زيارتكم........إلامخافَةأعدا وحراسي
48