Page 50 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 50

و  تكن من ة وحيدة في مض ر الغناء والرقص فقد سبقتها وعاصرتها كث ات من أمثال جليلة أم سامي، وبدرية أنور، وسليمة مراد، التي كانت اول من حصل على لقب باشا من النساء، وكان يسمح لها دونا عن غ ها من النساء والرجال بوضع علم العراق على سيارتها، ك  يفعل الوزراء والامراء، وخزنة إبراهيم، وغ هن مثل زكية جورج التي جاءت من حلب الى بغداد وتشتهر، وكانت اول مطربة غنت في اذاعة بغداد التي انشأت عام 1936 بعد 3 اشهر على افتتاح دار الاذاعة الفلسطينية.
خلد الشاعر ك ل نصرت المطربة زكية جورج في العديد من القصائد، الا انها رفضت حبه وعادت الى مدينة حلب، فأحب من بعدها المطربة عفيفة اسكندر، ولكنها رفضته ايضا وغادرت بغداد للعمل في القاهرة، ومن المطربات اللوا  ظهرن مبكرا واشتهرن رغم البيئة الذكورية السائدة بقسوة في تلك الايام في مجمل الاقطار العربية، المطربة صديقة الملاية صاحبة الكث  من الاغا  التراثية مثل الأفندي و صغ ون ويا صياد السمك وفراقهم بكا  وعلى جسر المسيب وغ ها، وكذلك زهور حس  التي توفيت بعد
عمر فني قص  ومن اغانيها المشهورة: غريبة من بعد عينج يا ة، ويم أعيون حراكه. وفي موازاة الشه ات في عا  الغناء هناك الشه ات في عا  الادب والشعر.
اهت م الشعراء بالمرأة   يتوقف عند مسائل الغزل والج ل، و  يكن وقفا على الفنانات والراقصات فقط، فالمرأة وحقوقها وخاصة المرأة العاملة كانت موضوعا لقصيدة شعبية هامة كتبها الملا عبود الكرخي عام 1924 وجاءت في 150 بيتا وروى فيها قصة فتاة تجبر على الزواج المبكر من رجل يكبرها في العمر كث ا، وتعمل في مجرشة يظلم صاحبها العاملات لديه. قصيدة مهمة غناها الكث  من المطرب  العراقي  حتى صارت على كل لسان وتحولت بعض ابياتها الى مأثورات شعبية. العادات والتقاليد التي تظلم المرأة وتحد من دورها وتجعلها تابعة، كانت ايضا محورا للشعر والتغني، وخلقت نوعا من النقاش، وادت الى تفهم وتضامن لأهمية تحرر المرأة، ومن ذلك القصيدة الرائعة التي كتبها بدر شاكر السياب بعنوان "المومس العمياء" عام 1945. تتحدث القصيدة عن ابنة فلاح عراقي فق  قتل على بيدر حيث قيل انه كان يسرق. فغادرت الفتاة البريئة قريتها لتهرب من العار الذي انزله بها ابوها، لكنها وقعت في عار افظع منه عندما احتل العراق جنود اجانب استباحوا جسدها فاتخذت البغاء رزقاً مدة عشرين عاماً هرمت بعدها واصابها العمى و  يعد يرغب فيها احد. لكنها كانت تنتظر الزبائن كل مساء في غرفتها بالمبغى على ضوء مصباح زيت تدفع اجرته. وهي لا شك سخرية مرة
لا تستطيع المومس ان ترى نور مصباح الزيت في شقائها وع ها، بين  العراق يبدد ثروة زيته الذي يستغله الاجانب. ويح العراق! أكان عدلاً فيه ان ِك تدفع  سهاد مقلتك الضريرة  ناً لملئ يديك زيتاُ من منابعه الغزيرة؟   يثمر المصباح بالنور الذي لا تبصرين؟ ***** مات الضجيج. وانت، بعد، على انتظارك للزناة، تتنصت ، فتسمع  رن  اقفال الحديد  وت في سأم، صداه: الباب اوصد. .... ذاك ليل مر ..... فانتظري سواه   يكن السياب الرجل الوحيد الذي بدأ بإعلاء راية الشعر الحر، لقد صاحبته في ذلك الشاعرة نازك الملائكة، وصاحب هو الشاعرة لميعة عباس ع رة. و  يكن الشعر والادب والحقل التربوي هي المجالات الوحيدة لإبداع المرأة العراقية المبكر مطلع عشرينيات القرن الماضي فهناك الرسامة وداد الاورفلي والتي اقامت دارا للفنون في حي المنصور فاصبحت قبلة لكل الفنان  والفنانات، والقاضية صبحية الشيخ داود صاحبة كتاب )أول الطريق الى النهضة النسوية الحديثة(، وهناك الصحفية مريم روفائيل يوسف رومايا أول صحفية عراقية نزلت الى الحقل الصحفي سنة 1921 وأصدرت صحيفة )فتاة العرب(.
في عام 2009 وبعد عام  على وفاتها، قررت الحكومة العراقية إقامة  ثال لنزيهة الدليمي لتكون أول شخصية نسوية يقام لها  ثال في العراق. بعد ان كانت اول سيدة عربية تحتل منصبا وزاريا هو منصب وزيرة البلديات في حكومة عبد الكريم قاسم. نزيهة من مواليد 1921 ومتخرجة من كلية الطب، ومناضلة من مناضلات الحزب الشيوعي العراقي، وتعتبر من رائدات الحركة النسوية، والمساه ت الفاعلات في إصدار قانون الأحوال الشخصية عام 1959 والذي اعتبر القانون الأك  تقدما في منطقة الشرق
الأوسط من حيث الحقوق التي منحها للمرأة في حينه.
بعد ثورة شباط 1963، أصدرت محكمة الثورة حك  بإعدامها، ثم خفف الحكم إلى المؤبد مع الأشغال الشاقة، ثم أعفي عنها لاحقا وسمح لها بالعودة إلى العراق.
تظل الامور مرهونة بحاضرها وخواتيمها دوما، وما رأيناه من نهضة ومن مشاركات نسوية، ومن اقرار لقوان  عادلة، تم التراجع عنه بدل ان يتطور ليواكب روح العصر واحتياجات التنمية، لقد اصبحت قضية المرأة في العا  العر  مجرد شكليات، وشعارات دون رصيد، وميدانا وورقة للمساومة، وللنفاق تارة مع المجتمع المد  والدولي وتارة مع حركات الاسلام السياسي.
52


































































































   48   49   50   51   52