Page 69 - Baghdadiat-RightToLeft
P. 69

كليته فلم يستطع الهرب، عاد الى السجن في اليوم التالي مع المعتقل  الذين خرجوا لجلب الماء، فتزود بالدواء والنصائح الطبية، وكرر الهرب بعد اسبوع وبنجاح هذه المرة.
ظل المعتقلون  ارسون اذ  اساليب خداع وتضليل السجان  في عملية العد اليومي للتغطية على فرار رفيقهم، وبعد خمسة ايام من ترقبهم لأخباره السارة، ع  الرعاة على جثته، فبلغوا الشرطة التي اعادتها للسجن طالبة من رفاقه التعرف اليه. كانت جثته مشوهة وقد نهشتها الحيوانات المفترسة، والطيور الجارحة، كانت يده تقبض على حفنة رمل من شدة الا  في كليتيه. عندما شاع الخبر صاح مظفر النواب من داخل الزنازين: المنايا اللي ما تزورك زورها .... خطوة التسلم ذبايح سورها طافح على الريح عينه يدورها .... أملح من ترابها وناعورها صقر والبيداء تعز صقورها .... وبأثر جدمه تلوذ طيورها حسافة الدنيا ما حفظـت صقرها .... وسلمته بليلة عمى ناطورها في تلك الفترة كانت الكويت قد سلمت العراق الشاعر ناظم الس وي، لكونه مطلوبا للسلطات بتهمة الانت ء للحزب الشيوعي، اخفى الشاعر خبر اعتقاله عن والده، وطلب من اقاربه ان يبلغوا والده انه يعمل ب  مدينتي النجف والحلة، وظل الامر كذلك عدة شهور، الى ان صدر حكم يقضي بسجنه 45 عاما، يقول الس وي: كان لوالدي مقهى في الكويت، وارسل لي يومها رسالة مع احد الاقارب على شكل ابوذية تقول: كالوا بالنجف ناظم وحلة .... وا نى افك قيده واحله اصب الجاي للوادم واحله .... وانه جايي المرار اشلون بيه يضيف الس وي رددت له الجواب على الفور اقول فيه: صب الجاي يبو ناطم وحله .... وبصبري افك قيدي واحله انا مو بالنجف صدك وحله .... انا بربع الخراب وهاي هيه عايش الس وي كث  من المثقف  والشعراء والادباء خلال فتره سجنه التي استمرت 8 اعوام، ومنهم مظفر النواب وزه  الدجيلي والفريد سمعان وسعدي يوسف وسعدي الحديثي وغ هم. اعجب بفتاة كانت تزور شقيقها السج ، كان عمره وقتها 20 عاما فقط، وكانت حبه الاول، ظلا يتبادلان نظرات الاعجاب والابتسام، وصارت في كل زيارة ترتدي فستانا أحمر للتدليل على ا انها بالشيوعية التي يعتنقها. بعد عدة زيارات تحايل الى ان اقترب منها وسألها ان كانت توافق على الزواج به، فوافقت ووعدت بانتظاره الى يتحرر من المعتقل.
عاشت في خياله، وصار يرى فيها الفرات والهور وقصب ميسان، و صار يتخيل ان نخل الس وة يتباهى  رورها من تحته، وان الارض من تحت اقدامها تص  دروبا خضراء للعشق ، وكان كلامها كمطر الصيف، لكنها وبعد شهور توقفت عن الزيارة، وعلم من شقيقها انها تزوجت، فكتب خيبة امله في قصيدة »يا حر ة«. وحر ة هنا لا تعني التعب  الدارج لدينا للتعب  عن المرأة )حرمة( وا ا تعب  كله اسف ومظلومية وشكوى من الحرام وما يرافقه من ظلم وحسافة. كان اول ما فعله بعد تحرره هو تسليم القصيدة للملحن محمد جواد اموري، ظلت القصيدة عند الملحن عاما ونصف، و  يلحنها الا بعد دخوله في مرحلة الحزن الشديد بسبب وفاة زوجته، واتفق الملحن والشاعر
يومها على ان يغنيها المطرب حس  نعمة والذي كان  ر بأزمة عاطفية بسبب طلاقه، جاء الشعر واللحن والغناء مطع  بأحزان ثلاثة عشاق: يا حر ه أنباكت الجل ت..من فوكَـ الشفايف أسنينك العشرين ما مرها العش َكـ والعش َكـ خايف لا ولك ..لالا على بختك ما  سالوفه صرت ب  الطوايف يازلف يتغاوى ويه الليل باطراف ال َكصيبه هاك روحي الما غفت والطيف ما مره حبيبه هاك جرحي الما تعطب وانت عطابه ولهيبه ظل يكتب لها اشعارا وكأن عمره قد توقف عند العشرين، كتب لها نخل الس وة التي غناها حس  نعمة: نخل الس وة يكول طرتني سمرة .... سعف وكرب ظليت مابية  رة وشجابة للغراف ط  المجرة .... سابيهة كلها الناس ح   بامره مثل ام ولد غركان وابرة الشرايع .... كلمن وليفة وياه بس ولفي ضايع بت باقي بالدلال جاهل يعت بيه .... يبجي من اصيح عليه يكطعه من اخليه وكتب لها ايضا مجموعة قصائد غناها ياس خضر: لا تسافر ، والدنيا ما تسوى زعل، ودوريتك: دوريتك ب  نج ت ال يا وما ل َكيتك .... يا وسافة تبيعني برخص الامس يلـ مادريتك
71


































































































   67   68   69   70   71