Page 80 - nnn
P. 80
العـدد 47 78
نوفمبر ٢٠٢2
بدر أحمد السروي
قميص ليلة العيد
إلى المنور ،فوجد أروا ًحا مقتوله وغارقة في دمها، حاول الجيران تهدئة وائل لكنه لم يستجب ،كان
أروح رباها لشهور وتعلق بها وكان ينوي أن يهدي السكين في يده ي يقطرمنه الدم .على باب البيت
وقف وعيناه ممتلئتان بالغضب والتأهب لفعل
منها لأصدقائه وعائلته حين تكبر ،لم يصدق ولم
يستوعب لماذا يفعل إنسان هذا؟ المزيد.
خرجت سوما من شرفة الدور الثالث ترتعد من
خرج مذهو ًل ،وقف أمام وائل ،حاول الناس إبعاده الخوف ،أشارت إلى جارتها نجاة فوضعت قبضة
لكنه أشار لهم أن يدعوه ،اقترب أكثر ،ارتبك وائل، يدها على أذنها ،كانت نجاة سريعة الملاحظة كما
أخذ محمد السكين ورماه في الأرض. كانت سريعة الحركة ،ففهمت الإشارة ،وعلى
قال له :انظر لي ،انظر في عيني ،أنا أخوك! لماذا تفعل الفور اتصلت برقم محمد زوج سوما ،والذي كان
مكتو ًبا في دفتر إلى جوار التليفون الأرضي ،فكثي ًرا
هذا؟ ما كانت تأتي سوما لتتحدث إلى زوجها ليحضر
لم تكن عينيه ،لم يكن أخي.. طلبات البيت ،فلم يكن التليفون الأرضي دخل بيتهم
***
اكتشف وائل أنه مصاب بيفروس قاتل ،مات وائل بعد.
قبل أن يبلغ الأربعين مخل ًفا أربعة من الأبناء. كانت سوما تدور في المنزل ،بين منور بيت العائلة
ورغم حضور محمد مراسم الدفن والجنازة لتشاهد وائل يذبح كل دجاجة وبطة كانت تربيهم
استمرت القطيعة مع أسرته المحملين بالضغينة.
مرت سنوات ،وجاء اليوم الذي قرر فيه ابن وائل على مدار شهور ،فتبكي أكثر وأكثر ،ثم تخرج
إلى الشرفة لترى الناس بعد أن خرج إليهم وائل
أن يكمل مسيرة أبيه. وهم يحاولون تهدئته ،لكنها لمحت محمد قاد ًما
مات أحد أفراد العائلة ،والذي كان على صلة طيبة من بعيد ومعه اثنين من زملائه في العمل تعرفهم
جي ًدا ،وصل إلى نقطة التجمع أمام البيت ،أفجعه كم
بوائل ومحمد على السواء ،استأذن كريم الابن الطيور المذبوحة والملقاة أمام المنزل على مرأى من
الأكبر للمتوفى من محمد بما أنه الآن أكبر رجال الجميع ،تتبع خط الدم الممتد للداخل ،حتى وصل
العائلة ،أن ُيدفن الأب في مقابر العائلة ،ولم يتردد
محمد في الموافقة.