Page 82 - merit 48
P. 82
العـدد 48 80
ديسمبر ٢٠٢2
أصالة ل َّمع
(لبنان)
لن تموت هذا الخريف
يصير تعبًا طوي ًل يرتجف في الليل تستطيع أن ُتشفى
تستطيع أن تشفى حتى من من الهواء من جرح أصابك
الحنين يقطع عنق حب ِة تي ٍن حين مررت بالسكين على إصبعك
حين يستيقظ داخلك نضجت ولم تقع بعد أو بالح ِّب على قلبك
من الشجرة العارية بلا قصد
كنوبة جوع ليليٍّ ونظرة الحمامة على الغصن تستطيع أن تشفى
فترمي له نفسك من دمع عنقود عنب
من صداع يأخذك قبل النوم بقليل
قطعة قطعة لم يقطفه أحد أو بعد استيقاظك من حل ٍم واقع ٍّي
“ماذا تبقى مني الآن؟” تسأله من حجر يرسم دوائر الصدف
أكثر من الواقع
“لم أعد أعرف من أنا في الماء أو من واق ٍع صار حل ًما
أخذت يدي وهو يمحو انعكاسك باستخفاف أكثر من سفرك في منامك الطويل
وأخذت عيوني الأقدار الغريبة إلى لحظة غائبة
وأخذت الغزال الذي كان يركض وتشفى، كن َت تذو ُب فيها
وصا َر ْت تذو ُب فيك
في صدري من الضباب على أول الغابة تستطيع أن ُتشفى
وأخذت شجرة الليلك تشفى من ذكرى ما زالت تضي ُء لي َلك
التي كنت أعلِّق عليها الأغاني حين ومن وردة في حديقتك
من لا نهائية الاحتمالات َذ ُب َلت منذ رأت ذبو َلك
أطير من طبقات الش ِّك تتراكم في طبقات وتستطيع أن تشفى
وأخذت الماء من طري ٍق إلى البحر
وعيك لم تعد تص ُل إليه
من قلبي من الوجهة التي صارت مستحيلة حتى في خيالِك
والرجفة من ال َّسماء التي انخفضت
من أصابعي ُتشفى حتى صارت سق ًفا
أخذت حواسي من طائرة ورقية تبتلعها الغيوم من طائ ٍر في الأفق
ولي فقط الآن لا يح ِّرك جنا ًحا
مذاق الدخان في فمي من شبح رجل وحيد من انكسار ضوء الشمس في
ولي لغتي التي أمام برد المدينة
تعتصرها أيها الحنين الخريف
إن أخذتها مني غ ًدا من اختفاء أحدهم بغت ًة في الزحام من الخريف
لن أشفى من وحل الدرب
حدود عالمي تشفى قد تشفى
لغتي التي من الاختناق من ظ ِّل مصباح الشارع حين
لن أتركها تموت
هذا الخريف” يرتفع حولك ببطء
على وجهك
يصير اسمه حز ًنا
وفي روحك