Page 60 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني
P. 60
اتفداوقليياةت
وثيقة الأخوة الإنسانية
وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك (بالإنجليزيةDocument on Human :
)Fraternity for World Peace and Living Togetherهى بيان مشترك وقعه البابا فرانسيس من الكنيسة
الكاثوليكية والشيخ أحمد الطيب الإمام الأكبر للأزهر ،وقع البيان فى 4فبراير 2019فى أبو ظبى عاصمة الإمارات
العربية المتحدة.
ففى شهر فبراير ،2019استضافت الإمارات العربية المتحدة المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية الذى ينظمه
مجلس حكماء المسلمين بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخى بين البشر وسبل تعزيزه عالم ًيا ،يهدف
المؤتمر حسب قادته إلى التصدى للتطرف الفكرى وسلبياته وتعزيز العلاقات الإنسانية وإرساء قواعد جديدة
لها بين أهل الأديان والعقائد المتعددة ،تقوم على احترام الاختلاف .تزامن المؤتمر مع الزيارة المشتركة للإمام
الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات .شهد
تعواوفمقي“يىع١او٢لم ًداويثيدسوقلمةي ًباأرلكل٠ثأ٢ر٠خ٢موم،ةناال0عإنت40مسادمنينتةاقل”ياجضداممعتنيوةمابملامدعثرالةمقىةااللدلأتأدميهاامناكلولمتشمحخنددصةيواقلراتةراثًالإبقاالماإفرياجةمتاوالعف ُيعكررعبيليةنةياملونممتمالحخرادتبلةعوفمجدنموفلهبارلوارييعرالةكمم.لصر
العربية ،حيث دعت فيه كافة الدول الأعضاء والمنظمات الدولية إلى الاحتفال سنو ًيا بهذا اليوم.
التاريخية والاجتماعية المنافية لثوابت عقيدتها وكرامتها. أهم مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية :
• أن حقوق الأطفال الأساسية فى التنشئة الأسرية ،والتغذية والتعليم • أن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام
والرعاية ،واجب على الأسرة والمجتمع ،وينبغى أن توفر وأن يدافع عنها ،وألا
وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك.
يحرم منها أى طفل فى أى مكان. • أن الحرية حق لكل إنسان :اعتقادا وفكرا وتعبيرا وممارسة ،وأن
• أن حماية حقوق المسنين والضعفاء وذوى الاحتياجات الخاصة التعددية والاختلاف فى الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية،
والمستضعفين ضرورة دينية ومجتمعية يجب العمل على توفيرها وحمايتها قد خلق الله البشر عليها ،وجعلها أصلا ثابتا تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد،
وحرية الاختلاف ،وتجريم إكراه الناس على دين بعينه أو ثقافة محددة ،أو
بتشريعات حازمة وبتطبيق المواثيق الدولية الخاصة بهم.
فرض أسلوب حضارى لا يقبله الآخر.
نص وثيقة الأخوة الإنسانية • أن العدل القائم على الرحمة هو السبيل الواجب اتباعه للوصول
مقدمة
يحم ُل الإيما ُن المؤم َن على أن َي َرى فى الآ َخر أ ًخا له ،عليه أن ُيؤاز َره و ُيح َّبه. إلى حياة كريمة ،يحق لكل إنسان أن يحيا فى كنفها.
والخلائ َق و َخلَ َق الكو َن الذى َخلَ َق النا َس جمي ًعا الإيمان بالله وانطلا ًقا من • أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين
الإنسان َّي ِة هذه الأُخـ َّو ِة المؤم َن َمد ُع ٌّو للتعبيرِ عن برحم ِته ،فإ َّن وسا َوى بي َنهم الناس ،من شأنه أن يسهم فى احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية
بالاعتنا ِء بال َخ ِليق ِة وبالكَ ْو ِن ُكلِّه ،وبتقديمِ ال َع ْو ِن لكُ ِّل إنسا ٍن ،لا س َّيما ال ُّضعفا ِء
منهم والأشخا ِص الأكث ِر حا َج ًة و َع َو ًزا. والاقتصادية والبيئية التى تحاصر جزءا كبيرا من البشر.
وانطلا ًقا من هذا المعنى الم ُتسا ِمي ،وفى ِع َّد ِة لقاءا ٍت سا َدها َج ٌّو ُمف َع ٌم بالأُخ َّو ِة • أن الحوار بين المؤمنين يعنى التلاقى فى المساحة الهائلة للقيم
وال َّصداق ِة َتشا َركنا الحدي َث عن أفرا ِح العالم الم ُعا ِصر وأحزا ِنه وأزما ِته سوا ٌء الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة ،واستثمار ذلك فى نشر الأخلاق
على ُمس َتوى التق ُّدم ال ِعلم ِّي والتقن ِّي ،والإنجازا ِت العلاج َّية ،والعصرِ ال َّرقم ِّي،
ووسائ ِل الإعلا ِم الحديث ِة ،أو على مستوى الفق ِر وال ُحرو ِب ،والآلا ِم التى ُيعانى والفضائل العليا التى تدعو إليها الأديان ،وتجنب الجدل العقيم.
منها العدي ُد من إخو ِتنا وأ َخوا ِتنا فى َمناط َق ُمخت ِلف ٍة من العال ِم ،نتيج َة ِسبا ِق • أن حماية دور العبادة ،من معابد وكنائس ومساجد ،واجب تكفله
ال َّتسلُّح ،وال ُّظل ِم الاجتماع ِّي ،والفسا ِد ،وع َد ِم الم ُساوا ِة ،والتدهو ِر الأخلاق ِّي، كل الأديان والقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية ،وكل محاولة للتعرض
والإرها ِب ،وال ُعن ُصر َّي ِة وال َّتط ُّر ِف ،وغيرِها من الأسبا ِب الأُخرى. لدور العبادة ،واستهدافها بالاعتداء أو التفجير أو التهديم ،هى خروج صريح
ومن ِخلا ِل هذه الم ُحا َدثا ِت الأ َخو َّي ِة الصا ِدق ِة التى دارت بي َننا ،وفى لقاٍء َيلَ ُؤ ُه
الأ َم ُل فى َغ ٍد ُمش ِرق لكُ ِّل بنى الإنسا ِنُ ،و ِلدت فكر ُة «وثيقة الأُ ُخ َّو ِة الإنسان َّي ِة»، عن تعاليم الأديان ،وانتهاك واضح للقوانين الدولية.
صالح ٍة ووجصرادىق ٍاةل َعمَمنُلأعجليلهادعبإو ِةخلُكاِّل ٍَمصنو َيجحد َِّيمٍلُةو؛ َنلتفكوى َن ُقلإو ِعبلهامًناإي ُمماشًن َتارب ًكااللهِعنوإ َنيوماايًناا • أن الإرهاب البغيض الذى يهدد أمن الناس ،سواء فى الشرق أو
بالأُ ُخ َّو ِة الغرب ،وفى الشمال والجنوب ،ويلاحقهم بالفزع والرعب وترقب الأسوأ ،ليس
الإنسان َّي ِة أن َي َتو َّح ُدوا و َيع َملُوا م ًعا من أج ِل أن ُتص ِب َح هذه الوثيقة ُ دلي ًل للأجيا ِل نتاجا للدين -حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته ولبسوا شاراته -بل هو نتيجة
القا ِدم ِةَ ،يأ ُخ ُذهم إلى ثقاف ِة الاحترا ِم الم ُتبا َد ِل ،فى َج ٍّو من إدرا ِك ال ِّنعم ِة الإله َّي ِة لتراكمات الفهوم الخاطئة لنصوص الأديان وسياسات الجوع والفقر والظلم
الكُب َرى التى َجعلَ ْت من الخل ِق جمي ًعا إخو ًة.
الوثيقة والبطش والتعالي.
• أن مفهوم المواطنة يقوم على المساواة فى الواجبات والحقوق التى
باس ِم الله ا َّلذى َخلَ َق ال َب َش َر جمي ًعا ُم َتسا ِوين فى ال ُح ُقو ِق والواجبا ِت والكَرام ِة، ينعم فى ظلالها الجميع بالعدل لذا يجب العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة
و َدعا ُهم لل َع ْي ِش كإخو ٍة فيما َب ْي َنهم ل ُي َع ِّمروا الأر َض ،و َين ُشروا فيها ِق َي َم ال َخ ْيرِ
الكاملة فى مجتمعاتنا.
والم َ َح َّب ِة وال َّسلا ِم. • أن العلاقة بين الشرق والغرب هى ضرورة قصوى لكليهما ،لا يمكن
باس ِم النف ِس ال َب َشر َّي ِة ال َّطا ِهر ِة التى َح َّر َم الل ُه إزها َقها ،وأخ َب َر أ َّنه َمن َج َنى الاستعاضة عنها أو تجاهلها ،ليغتنى كلاهما من الحضارة الأخرى عبر التبادل
وحوار الثقافات.
• أن الاعتراف بحق المـرأة فى التعليم والعمل وممارسة حقوقها
السياسية هو ضرورة ملحة ،وكذلك وجوب العمل على تحريرها من الضغوط
أكتوبر 602024