Page 6 - كتاب: أسرة السادة الأشراف آل الصرامي
P. 6
كتاب :أسرة السادة الأشراف آل الصرامي
أما بعد فإن حفظ تاريخ الأمم إنما يتحقق بما يتم تدوينه عن
المجتمعات من أحداث ،ووقائع ،وموروث؛ ليكون معلمة تاريخية للأجيال
اللحقة ،ترجع إليه للتعرف على تاريخ أسلفهم وماضيهم.
ومن ذلك معرفة الأنساب ،وجردها ،وتشجيرها وقواعدها ،وإن شرف
هذا العلم لشرف موضوعه ،ويكفيه شرفا علم النبي صلى الله عليه وسلم
بالأنساب1وحثه عليها ،2وشهادته لأبي بكر رضي الله عنه بدرايتها ،وشرع
لأمته تعلمها ،ودلهم على فضلها وفوائدها ،كما نهى عن عصبية الجاهلية
ونوتها ،والنصوص في ذلك منتشرة في كتب السنة ،3وجماع الأمر أن
- 1عن عمرو بن مرة الجهن قال :كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال( :من كان من معد
فليقم) فقمت ،فقال لي( :اجلس) فعل ذلك ثلثا ،قلت :يا رسول الله ممن نحن؟ قال( :أنتم من
قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ) أخرجه خليفة بن خياط في طبقاته رقم ،11وابن وهب في الجامع في
الحديث ( )22وفي سنده ابن لهيعة اختلط بعد أن احترقت كتبه ،لكن سماع ابن وهب منه قبل ذلك
فتحمل روايته على الاتصال .وله طريق أخرى عنه عند ابن سعد في الطبقات الكبرى (.)344-343/4
- 2في قوله صلى الله عليه وسلم( :تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم) أخرجه الترمذي
رقم ( ،)1979وأحمد ( ،)374/2والحاكم ( )161/4 ،89/1من حديث أبي هريرة مرفوًع ،وتمامه( :فإن
صلة الرحم محبة في الأهل ،مثراة في المال ،منسأة في الأثر) ،وقال الحاكم" :صحيح الإسناد ولم يخرجاه"
ووافقه الذهبي ،ثم الألباني ،وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ( :)192/1رجاله قد وثقوا إه .وله شواهد عن
ابن عباس وابن عمر ،والعلء بن خارجة .وانظر :السلسلة الصحيحة (.)279-278
- 3من ذلك :ما جاء في حديث جابر بن عبد الله قال :كنا في غزاه فكسع رجل من المهاجرين رجل
من الأنصار ،فقال الأنصاري :يا للأنصار ،وقال المهاجري :يا للمهاجرين ،فسمع ذلك رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال( :ما بال دعوى الجاهلية) قالوا يا رسول الله ،كسع رجل من المهاجرين رجل من
الأنصار ،فقال( :دعوها فإنها منتنة) أخرجه البخاري ( ،)4905ومسلم (.)2584
6