Page 148 - برنامج المكتبة الشاملة - http://www.shamela.ws
P. 148
ينقلك من الحزن والكآبة إلى الفرح والسعادة.
ينقلك من الضيق إلى ال َّسعة.
ينقلك من الضعف إلى القوة.
ينقلك من أسر الشهوات إلى لذة الطاعات والقربات.
ينقلك من الضلال وال ِغواية إلى الحق والهداية.
ينقلك من ذل الدنيا إلى ِعز الآخرة.
قال ص َّل الله عليه وسلم " :تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي :كتاب الله ".
(رواه مسلم).
(والتمسك بالكتاب يكون بفهمه وتدبره والعمل بما فيه).
وقال ص َّل الله عليه وسلم ... " :والقرآن حجة لك أو عليك" (رواه مسلم).
حجة لك :إذا أخذته بفهم وعمل وتدبر.
حجة عليك :إذا أعرضت عنه ،ولم تتعلمه ،ولم تعمل بما فيه.
والثمره العظمى ،والفائدة الكبرى ،من تدبر كلام الله ،هي أن يُثْ ِمر في القلب إيماناً،
َي ْدف ٌع صا ِح َبه إلى العمل بمقتضاه ،بحيث يكون رضا الله ُمبتغاه.
***
سر القرآن هو العمل به
إن تأثير هذا القرآن في النفوس إنما يحصل بالمعاني التي تستقر في القلب ،فتملاءه
نوراً ،ثم ينتقل هذا النور إلى باقي الجوارح ،ولما فتح الله تعالى بهذا القرآن قلوب
وعقول الصحابة ،فتحوا به الدنيا ،فمن أراد أن يعرف سر القرآن ،فليستعن بالله،
وليجتهد في الفهم والعمل ،وهذه وصايا سلفنا الصالح في هذا الشأن:
-هذا رجل جاء إلى أبي الدرداء رضي الله عنه وقال له :إن ابني قد جمع القرآن،
فانزعج أبو الدرداء وقال له :اللهم اغفر ،إنما جمع القرآن من َس ِم َع له وأطاع.
-وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول :أُ ْن ِزل القرآن ليعملوا به ،فاتخذوا تلاوته عملاً،
فإ َّن أحدهم ليتلوا القرآن ِم ْن فاتحتِه إلى خاتم ِته ،ما يسقط منه حرفا ،وقد أسقط العمل
به.
-وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يغ َّرنَّ ُكم َم ْن قرأ القرآن ،إنما هو كلام يُتكلَّم ِبه،
ولكن انظروا لمن يعمل به.
-وقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثلة في العمل بالقرآن ،والاستجابة لأوامره،
والوقوف عند حدوده:
- 1كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينفق على ِم ْسطح بن أَثَاثَة رضي الله عنه؛
لقرابته منه ،وبسبب فقره ،فلما قال ِم ْسطح
عن السيدة عائشة رضي الله عنها ما قال في حادثة الإفك ،قال أبو بكر :والله لا أُ ْن ِفق
أُولُو ا ْلفَ ْض ِل ِمن ُك ْم أُأبو ِلداًيباع ْلدقُ ْارلبَذىي َوقااْل َمل َفسا ِيكي َعنائ َواشْلةُمَ ،هافأِجن ِرزيل َنال ِفلهي{ َوَسلَبِاي ِيَلأَْتَّلَِّلل ِا على ِم ْسطح شيئاً
َو ْل َي ْعفُوا َو ْليَ ْصفَ ُحوا َوال َّسعَ ِة أَن يُ ْؤتُوا

