Page 11 - مجلة التنوير - العدد الثالث
P. 11

‫المجلس‬                        ‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬  ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

        ‫مجلــــــــــــــــة‬

        ‫– مـن هـذا المنظـور – ليسـت إلا رجـاً ناق ًصـا‬                   ‫طالـب «زكـي نجيـب محمـود» بتطويـر زّي المـ أرة‬
        ‫لـم يكتمـل نمـوه(‪ .)35‬ويؤكـد فريـق مـن الباحثيـن‬                 ‫مـع المحافظـة علـى المبـدأ الـذي أقـره الإسـام‪ ،‬كمـا‬

        ‫أن الاختلافـات التـي نشـاهدها فـي المجتمـع بيـن‬                  ‫طالـب أي ًضـا بتطويـر قوانيـن الأحـوال الشـخصية‬
        ‫الرجـل والمـ أرة – مـن حيـث الاهتمامـات والوظائـف‬                ‫مـع المحافظـة علـى المبـادئ التـي قررهـا الإسـام‬

        ‫تجاههـا‪ .‬أمـا الإبقـاء علـى القوانيـن التـي كانـت الاجتماعيـة – ترجـع إلـى العوامـل الو ارثيـة التـي‬

        ‫تتعامـل بهـا المـ أرة المسـلمة القديمـة فهـو نـوع مـن تميـز بيـن الجنسـين‪ ،‬ومـا يترتـب علـى هـذه العوامـل‬

        ‫الظلـم؛ «لأن المـ أرة العربيـة الجديـدة إنسـانة أخـرى مـن خصائـص نفسـية وجسـمية‪ .‬ويذهـب فريـق آخـر‬

        ‫غيـر امـ أرة الأمـس‪ ،‬ومـع ذلـك فقـد وجـدت نفسـها إلـى القـول بـأن الطبيعـة البشـرية تمتـاز بالمرونـة‬

        ‫فـي مجـالات العـرف والتقاليـد والتشـريع حبيسـة وهـي قابلـة لأن تتشـكل بـأي شـكل يريـد المربـي‬

        ‫أوضـاع وضعـت لسـالفاتها مـن بنـات «الحريـم» أن يطبعـه عليهـا‪ ،‬حتـى إن البعـض أنكـر وجـود‬

        ‫و«الجـواري» و«الغانيـات»(‪)33‬؛ لـذا فهـو يطالـب طبيعـة بشـرية أوليـة؛ وزعـم أن جميـع الفـروق التـي‬

        ‫نشـاهدها بيـن الأفـ ارد – سـواء كانـوا ذكـوًار أو إناثًـا‬        ‫بتغييـر الأحـكام الشـرعية الخاصـة بالمـ أرة‪ ،‬ويدعـو‬
              ‫– ترجـع إلـى تأثيـر البيئـة الاجتماعيـة(‪.)36‬‬               ‫العـرف والتقاليـد والمجتمـع بأكملـه أن يغيـروا موقفهـم‬

        ‫ولا شـك أن الفـروق النوعيـة بيـن الجنسـين تؤثـر‬                  ‫مـن المـ أرة الجديـدة؛ لتعيـش حيـاة مطمئنـة تجـاري‬
        ‫– بشـكل أو بآخـر – فـي تنظيـم الحيـاة العائليـة‬                        ‫فيهـا عصرهـا ولا تكـون عقبـة أمـام التقـدم‪.‬‬

        ‫وأسـاليب التربيـة ومختلـف أوجـه النشـاط الاقتصـادي‬                ‫‪ -4‬الفرق بين الرجل والـمــــ أرة‬

        ‫والاجتماعـي‪ .‬وحـول هـذا الموضـوع تحـدث «زكـى‬                     ‫ليـس مـن اليسـير أن يقـف الباحـث موقًفـا‬
                                                                         ‫موضوعًّيـا بحتًـا فـي د ارسـته لسـيكولوجية المـ أرة‬
        ‫نجيـب محمـود» عـن النتائـج المترتبـة علـى هـذه‬                   ‫والرجـل‪ ،‬كمـا لـو كان يقـوم بد ارسـة فـي علـم الكيميـاء‬
        ‫الفـروق اجتماعًّيـا وثقافًّيـا ونفسـًّيا‪ .‬يقـول‪« :‬نعـم بيـن‬
        ‫الرجـل والمـ أرة أوجـه كثيـرة مـن الاختـاف‪ ،‬لا تسـتند‬            ‫أو علـم الطبيعـة‪ .‬فالباحـث سـواء تحـدث عـن‬

        ‫فـي ذكرهـا علـى نتائـج بحـوث علميـة إلا فـي القليـل‬              ‫جنسـه أو الجنـس الآخـر‪ ،‬يتأثـر بتجاربـه السـابقة‬
                                                                         ‫وبالصـورة التـي قـد يكـون اكتسـبها منـذ طفولتـه عـن‬
        ‫النـادر ‪ ،...‬وربمـا يفيدنـا فـي موضوعنـا هـذا‪ ،‬أن‬
                                                                         ‫أبيـه وأمـه‪ ،‬أو بالنمـوذج الـذي تبلـورت مـن خلالـه‬
        ‫نذكـر أمثلـة واضحـة لمـا بيـن الجنسـين مـن ضـروب‬                 ‫ملامحـه وسـماته أو بالخبـ ارت التـي عاناهـا(‪.)34‬‬
                                                                         ‫وهنـاك وجهـات نظـر تـرى أن الفـروق بيـن الجنسـين‬
        ‫الاختـاف؛ لأنـه قـد يتبيـن لنـا أن بعـ َض تلـك‬                   ‫بعضهـا فطـري أو جوهـري يرجـع إلـى اختـاف‬
        ‫الاختلافـات فـي صالـح المـ أرة وبعضهـا فـي صالـح‬                 ‫أساسـي فـي بنـاء النـواة التـي سـتكون إمـا ذكـًار أو‬
                                                                         ‫أنثـى‪ ،‬وبعضهـا فـروق فـي الدرجـة بمعنـى أن هنـاك‬
        ‫الرجـل‪ ،‬وإذا كان الأمـر كذلـك وجـب علينـا بعـد ذلـك‬
        ‫ألا نحكـم بالتفـوق لأحـد الجنسـين علـى الآخـر حك ًمـا‬            ‫سلسـلة مـن الدرجـات المتوسـطة تصـل بيـن الأنوثـة‬
        ‫مطلًقـا‪ ،‬بـل نقيـد حكمنـا بمـا بيـن أيدينـا مـن شـواهد‪،‬‬

                          ‫فـي كل حالـة علـى حـدة»(‪.)37‬‬

        ‫والفـروق الظاهـرة بيـن الجنسـين ثلاثـة – كمـا‬                    ‫والرجولـة‪ ،‬بحيـث يبـدأ التطـور مـن صـورة «الأنثـى»‬

        ‫ويتجـه نحـو شـكل أرقـى هـو كمـال الرجولـة‪ ،‬والمـ أرة يقـول «زكـي نجيـب محمـود» – أولهـا‪ :‬فـروق فـي‬

                                                                     ‫‪11‬‬
   6   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16