Page 48 - 777777المنظور السياسي
P. 48

‫بالبشـر والمخـد ارت‪ ،‬فضـا عـن جهـود الدولـة المصريـة‬                                      ‫المسـتمدة مـن مكوناتهـا الثقافيـة والهوياتيـة والحضاريـة‬
‫فـي مكافحـة التطـرف والإرهـاب‪ ،‬كل هـذا مثلـت مصـر‬                                         ‫التـي تفـرض عليهـا منظومـة قيميـة مختلفـة فـي رؤيـة‬
‫فيـه حائـط صـد منيعـا أمـام ت ازيـد المخاطـر والتهديـدات‬                                  ‫حقوق الإنسان‪ ،‬ترتكز على الإطار الشامل والجامع لها‬
‫التـي يمكـن أن تطـول المجتمـع الأوروبـي‪ ،‬وهـي فـي‬                                         ‫‪ ،‬وأنهـا دولـة ولـدت منـذ ثـورة ‪ 2013‬الشـعبية العظيمـة‪،‬‬
‫ذلـك لـم تسـع إلـى متاجـرة أو م ازيـدة‪ ،‬وإنمـا كانـت تتعامـل‬                              ‫التـي خلصـت المصرييـن مـن شـر سـيطرة تنظيـم الإخـوان‬
‫بشرف في زمن يبدو أنه انعدم فيه هذا الشرف‪ .‬فمصر‬                                            ‫الإرهابـي علـى الحكـم‪ ،‬مـرت بعدهـا البـاد بمرحلـة‬
‫دولـة كبيـرة ومسـتقرة‪ ،‬وعـدد سـكانها ضخـم‪ ،‬وتسـتطيع أن‬                                    ‫انتقاليـة إلـى أن وضعـت دسـتورها (‪ ،)2014‬وأجـرت‬
‫تحقـق الاسـتق ارر فـي باقـي دول المنطقـة والإقليـم‪ ،‬وأن‬                                   ‫وفقـا لمـواده ولوائحـه اسـتحقاقين انتخابييـن رئاسـيين‬
‫تكـون النـواة لنشـر القيـم الحقيقيـة للتعايـش السـلمي الـذي‬                               ‫(‪ ،)2018 ،2014‬واسـتحقاقين برلمانييـن‪ ،‬الأول كان‬
‫يحتـرم حقـوق الإنسـان بمفهومـه الشـامل‪ ،‬ولا ينتقـص مـن‬                                    ‫لغرفـة الدسـتورية عـام ‪ .2019‬تشـريعية واحـدة مجلـس‬
‫سـيادتها أو يهـدد أمنهـا القومـي‪ ،‬وحـال تقييـم وضعيـة‬                                     ‫النـواب (‪ )2015‬والآخـر لغرفتيـن مجلسـي الشـيوخ‬
‫حقوق الإنسـان بها‪ ،‬ينبغي أن يتم ذلك بالنظر للظروف‬                                         ‫والنـواب ‪ ،2020‬وذلـك بعـد إقـ ارر نظـام الغرفتيـن‪ ،‬وفًقـا‬
‫التـي تمـر بهـا كل دول المنطقـة مـن تفشـي الإرهـاب‪،‬‬
                                                                                                          ‫للتعديـات الدسـتورية لعـام ‪2019‬م‪.‬‬
        ‫الـذي يمكـن أن يقـوض كل مقومـات التنميـة‪.‬‬
                                                                                          ‫فبالإضافـة إلـى الحريـات السياسـية والقانونيـة‬
‫يقينـا‪ ،‬نحـن دولـة قانـون تحتـرم شـعبها ‪ ،‬وحريتـه‬                                         ‫والديمق ارطيـة وحقـوق الإنسـان علـى الغـرب أن يـدرك أن‬
‫وحقوقـه‪ ،‬فـي ظـل أوضـاع قلقـة ومضطربـة تـكاد أن‬                                           ‫توفيـر التعليـم الجيـد‪ ،‬والمسـكن الجيـد‪ .‬والعـاج الجيـد‪،‬‬
‫تعصـف بأمـن الإقليـم بأكملـه‪ .‬ونحـن مـن موقعنـا هـذا‬                                      ‫والوعـي الجيـد‪ ،‬والطـرق الجيـدة‪ ،‬ومـدن المسـتقبل الذكيـة‬
‫سنحاول أن نرصد حالة حقوق الإنسان في دول إقليمية‬                                           ‫الجيـدة‪ ،‬كل ذلـك يعـد أيضـا مـن حقـوق الإنسـان‪ .‬ولا‬
‫مثيـرة للقلـق والاضط اربـات‪ ،‬وكذلـك سـنرصدها فـي أعتـى‬                                    ‫ينبغـي فـي هـذا الخصـوص أن نغفـل أن المنطقـة التـي‬
‫الديمق ارطيـات فربمـا يكـون ذلـك مرجعيـة للقائميـن علـى‬                                   ‫نعيـش فيهـا منطقـة مضطربـة للغايـة‪ ،‬ولا يمكـن للمعاييـر‬
‫إعـداد مثـل هـذه النوعيـة مـن التقاريـر التـى تتيـح لهـم‬                                  ‫الغربيـة أن يتـم القيـاس بهـا علـى حالتنـا ‪ ،‬وأن أي تقريـر‬
‫م ارجعتهـا‪ ،‬وهـو أمـر مسـتبعد‪ ،‬لأنهـا تقاريـر مسيسـة‬                                      ‫يصـدر بشـأن حالـة حقـوق الإنسـان فـي مصـر‪ ،‬كذلـك‬
                                                                                          ‫الـذي أصـدره البرلمـان الأوروبـي‪ ،‬ينبغـي أن ينطلـق مـن‬
                   ‫تخـدم أغـ ارض القائميـن عليهـا‪13.‬‬                                      ‫منطلقـات صحيحـة فـي البدايـة‪ ،‬يتـم مـن خلالهـا رصـد‬
                                                                                          ‫الإيجابيـات والجهـود التـي تبذلهـا الدولـة المصريـة لتعزيـز‬
‫يمكـن القـول إن منتديـات الشـباب لـم تكـن تسـتهدف‬                                         ‫حقـوق الإنسـان بمفهومهـا الشـامل‪ ،‬واسـتع ارض جهـود‬
‫رص صفـوف كتـل بشـرية مـن جنسـيات مختلفـة لالتقـاط‬                                         ‫التنميـة والمشـروعات العملاقـة التـي أنجزتهـا خـال‬
‫الصـور بقـدر مـا تهـدف إلـى أن تكـون وعـاء لتجميـع‬                                        ‫السـنوات القليلـة الماضيـة‪ ،‬دع ًمـا لقد ارتهـا علـى توفيـر‬
‫الأفـكار وتوفيـر بيئـة خصبـة للإبـداع والابتـكار فـى ظـل‬                                  ‫حيـاة كريمـة للمواطنيـن‪ ،‬إضافـة إلـى جهدهـا فـي مكافحـة‬
‫قيـادة ارشـدة تعـرف قيمـة هـذه الطاقـات والتـى نجحـت‬                                      ‫الهجـرة غيـر الشـرعية ومـا يرتبـط بهـا ج ارئـم الإتجـار‬
‫بالفعـل فـى احتوائهـا ودعمهـا مـن أجـل تحقيـق مسـتقبل‬
                                                                                                                                ‫‪48‬‬
‫‪ 13‬أحمــد ناجــي قمحــة‪« .‬الديمقراطيــة وحقــوق الإنســان فى مقابــل الحقــوق الســيادية‬

                           ‫للــدول»‪ ،‬مجلــة الديمقراطيــة‪ ،‬عــدد ‪( 81‬ينايــر ‪.)2021‬‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53