Page 54 - Demo
P. 54
القديس مكسيموس المعترف
وُشّبانناعلىحٍّدسواء.والثاني،هوأننخرجفيآخرالصوم القادمعلينابالخير،متعلمينشيئًاحقيقًيافيه،وليسكلاًما أجوف فحسب.
أختُمبكلامللقديسسمعاناللاهوتيالحديثفي
إحدىعظاته:«يشتّتالصومالظلمةالروحيةُمبعًداَّشر
الخطيئة الكامن على الروح، كما تفعل الشمس مع ظلام المحبةهذه،والتيلاتعنيمشاعرحّبنحوالآخرفحسب،الليلعندانبلاجالصبح.يؤهلناالصوملأننرىتلكالغبطة بلأننيأستطيعوأرغبأنأُفّضلهعنذاتي؛أريدهالأول الروحيةالتييشرقفيهاالمسيحدوًمادونماغروب.يدخل وأناالأخير،سوفيتراكضونفيطريقالصوموخاصةالصومإلىالقلبفُيطريقساوته.أرجوكمأيهاالأخوة، أن العالم الخارجي لا يشبعهم ويتركههم في خوف وقلق جاهدوا لك يصير هذا في كل منا. هكذا نعبر بحر الشهوات دائمين. لا أعرف لماذا نترك مائدة المسيح الشهية ونلهث وأمواج التجارب في هذا العالم المضطرب، وترسو سفينتنا في
وراء العظام التي تركها لنا العالم ومن فيه. ب ِّر الأمان». تحديناالأولهوأننستطيعإيصالهذاالفكرلشيِبنا هذاهوالصومالحقيقي!
صوم، أو أن يصوموا كما هم يرغبون؟ يكمن الحل في أن يُرتبالشابأمورهمعأبيهالروحي،إن ُوجد،أومعكاهن رعيته على أقل تقدير، بما يتناسب وصحته. وهذا سمحت
به القوانين الكنسية أي ًضا. اليوم، نقترب من موعد الصوم الأربعيني المقدس،
الصومالمحبوبجًدافيبلادنا،بسببطابعهالمرتبطبعيد الفصح، وكذلك، بسبب الصلوات التي تقام فيه، من مدائح والدة الإله إلى صلوات النوم الكبرى (يار َّب القوات). وتزداد
معها هذه التساؤلات. يقول القديس مكسيموس المعترف في كتابه: «أربع
مائة قول في المحبة»، بما معناه أن المحبة الكاملة هي اللاهوى. وكما ف ّسرها المطران بولس (حلب) في عظة له، مازلُتأذكرها،أنالأهواءتُنقصالمحبة!وهنايأتيدور الصوم،كتخٍّلعنالأنانية،تطهير،تٍّبنللإنسانالجديد وترٍكللإنسانالعتيق.تّوجهمعاكسلتوجهعالمنااليوم.
وهذه هي التوبة الحقيقية. يعلّمناالصومالمحبةالحقيقية.وينّميفيناالحّس
بالآخرينوحقوقهموكينوناتهم.ولهذايترافقالصوممع مانسميهفيتعليمناالديني،أعمالالمحبة:الإحسان، والرحمة، والمساعدة..إلخ. يعلّمنا الصوم أن نرى جمالية الإنسانالآخر.تصيرخدمةالآخرهيالفردوسبالنسبةلنا
وليس أنانيتنا ومصالحنا الذاتية. لا أعتقد فقط، بل أجزم، أنه إن تعلّم شبابنا مفردات
54 | العددان 1/ 2 - 2٠2٠