Page 52 - Demo
P. 52
إنالصومليسوصيةمنِقَبلالله،بلهواختراعالناس؟!وأي ضميريقولبأنالذيلايصومفيالأوقاتالمعَّينةلايُخطئ؟!
فعلينا،إًذا،أيهاالأبناءالأحباءبالربأنلانصّدقكلروح، ولا نميل مع كل ريح تعليم، بل فلنختبر الأرواح إ ْن كانت هي من الله أم لا، ولن ِبن صومنا على أساس الكنيسة المقدسة الوطيد وإيماننا المقدس المتأ ِسس بمعجزات وعجائب عظيم مقدارها، مطِّهرينأعضاءنا،ومزيّنينهابالفضائلجميعها،غاسلينأنفسنا بدموع التوبة، صالبين الإنسان القديم، مقتلعين الإثم من قلوبنا،مميتينأعضاءناالتيهيعلىالأرضمادمنامعَّرضين للسقوطثانية،متّممينحكموفرائضأمناالشفوقة،تابعين وطالبين تعاليمها وإرشاداتها الروحية التي تُتلى على سماعنا في
مدة هذا الصوم المقدس. كما نمنع لساننا وفمنا من الأطعمة، هكذا يجب أن نمنعهما
من كل كذب وبَ ْغي ومن بقية الخطايا؛ ونمنع الأعين من كل المناظرالمجلبةالشكوكللنفس؛والسمعمنكلقولأثيم وباطل؛ولنلجمجسمناوعقلنامنالنميمةوالوقيعةبحق القريب؛ولنتركلـمنلناعليهكييَُتركلنا؛ولنحببعضنا بعًضامحبةمسيحية،لنحصلعلىالفائدةالمقصودة،ونكسو العريان،ونطعمالجوعان،ونمّدأيدينابالإحسانللطالبينمنا، ولا سيما في الأمور المهمة العظيمة، كبنيان المدارس والكنائس، لحفظ أبناء الإيمان، لك يشمل مجد الإله أنفسنا ويمشي عدلنا
أمامنامسِّهًلاطريقناإلىالسماء.ِ نسأله تعالى أن يجعلنا أن نُت ّم هذا الصوم المقدس بورع
وانسحاققلبوتخّشع،لنستحقمشاهدةنورالقيامةالبهية، ونحظى باستحقاق بمناولة الأسرار المقدسة، من بعد ترك خطايانا بالاعتراف الخشوعي.
فوطّدوا ثقتي، يا أبنائي الأحباء، بإيمانكم وإحساساتكم المسيحية،مذعنينلماحّررتُهبالرب.ونعمةربنايسوعالمسيح فلتكنمعجميعكم،وتؤيّدكمبكلعملصالح،فتؤَّهلون
للسعادةالأبدية.آمين.
فيالأكل؛وأماأنهلميُحَّددقدًيما،فذلكغلطصريح،كوننالم نَرشريعةماإلاوهوأساسفيها؛وهوأولوصية ُوضعتعلى الإنسان:«ِمنجميعشجرالجّنةتأكلأكًلا،وأماشجرةمعرفة الخير والشر، فلا تأكلا منها، ولا تم ّساها لئلا تموتا موتًا» ؛ وأما القول بأنه ليس داخ ًلا في الوصايا العشر، فعنه نجيب قائلين: نعم،إنهليسداخًلافيها،كماأنوصيةالختانةليستضمن الوصاياالعشر،لأنهاتينالوصيتينكانتامرسومتينقبلإعطاء الوصايا العشر، لأن الصيام كان لآدم والختانة لإبراهيم، وكانتا معروفتينعندالأممفضًلاعناليهود،لأنالمصريينوأهل الحبشةوالفينيقيينوالسوريينكانوايختتنون؛وهكذاالصيام، فإننا نرى الأمم غير اليهود يصومون كأهل نينوى وكرنيليوس قائد المائة وغيرهم مما تشهد به الكتب الخارجية من التواريخ وسواها، فض ًلا عن وروده في الكتب المقدسة. وأية حاجة مو ِجبة ليعيد الله ثانية شريعة معروفة فرضها وأمر بها، والأنبياء
جميعهمتقريًباتكلّمواعنها؟ لنورْدأقوالزخرياالذيأظهرمعيًناصوماليهودبأوقاته
المعَّينةهكذا:الشهرالرابعوالشهرالخامسوالسابعوصوم العاشريكونلبيتيهوذاابتهاًجاوفرًحاوأعياًداطّيبة؛أما أشعياءالنبيالعظيمالصوت،فأقوالهكثيرةبلهجالصوموكيفّيته؛ وموسى النبي لـما أراد التأ ّهب للمثول أمام الله سبحانه على جبل سيناء ليأخذ الشريعة صام أربعين يو ًما؛ وهكذا صنع إيليا قبلأنتراءىلهملاكالربعلىجبلحوريب؛وسيدناله المجد قبل أن يشيد البناء الذي لم يكن الأنبياء إلا متنبئين به ومتأهبينله،قّدمصيامأربعينيوًما.وبناًءعليه،فقدتقدس ناموس الطبيعة بصوم موسى، وشريعة موسى بصوم إيليا، وعهد النعمة بصوم المسيح، لك تعطينا ديانة الإله الحق في أحوالها الثلاث مصادقة متفقة على وسيلة الخلاص هذه نقبل في كل
حالإثباتهاوتقريرها. فأيةحّجةإًذاللذينيرفضونالصيام،ويتعلّلونعليه
محتقرينكلماقلناه؟!أّيمابرهانيقدرأنيقِّدملناكُّلَمنيقول
52 | العددان 1/ 2 - 2٠2٠