Page 53 - Demo
P. 53

تكمن الصعوبة الأولى التي تواجهنا هي النمطية السائدة
لدى الكثيرين من شبابنا حول موضوع الصوم. يرونه فر ًضا قانونًيايتوجبعليهمأنيطيعوه،وهذامايُبعدهمعنه بالدرجة الأولى. يكره عالم القرن الحادي والعشرين كل ما هو إلزامي، تحت شعارات الحرية الطنانة. ولكن، هل كان الصوم يو ًما هكذا؟ فر ًضا قانون ًيا، أو إلزام ًيا؟. لا، لم يكن هكذا!. الصوم عملينبعمنالقلب،ولنيُثمرإذاكانتطويًعالماهو
خارج القلب. لميكنالصومغايةفيحّدذاته،
بل هو وسيلة لمن يبتغي العيش مع
الله. تعلّ ْمنا الصوم من السيد المسيح،
وتلّقفناه في الكنيسة، ونظّمناه، وطّورناه،لمنفعةالمؤمنينالروحية.
وإ َّن وضع الأُطر القانونية لتنظيمه،
ما هو إلا دليل على طبيعة الكنيسة
النسكية. لك نصوم بلياقة وترتيب، ومتجنبين
بعض التطرفات أو الانحرافات التي قد تحدث، حددت
الكنيسة في تلك الأطر القانونية، ما هو المقبول وما هو المرفوض في الصوم. كيفيستفيدشبابنااليومروحًيامنالصوم؟كيفنُفهمهمأنالصومليسقهًرا
للجسد وإنما هو نمو للروح؟ يتطلب هذا الأمر جهو ًدا تبدأ من العائلة ولا تنتهي في أي مكان سوى في بناء وتنمية علاقة الشاب نفسه مع المسيح في القلب. اليوم أهلنا لايصومونلأسبابشتّى،فكيفنتوقعمنالشبابأنيتعرفواعلىالصوم؟يقّدم الناسذرائعمتعددةكيلايصوموا،واليومفيخّضمالأزماتالاقتصاديةالتينعاني منها في بلداننا المشرقية، يكون السبب الأول أن الطعام الصيامي أغلى من غيره. وهذا صحيح، الخضار والفاكهة والحبوب، باتت أغلى من غيرها في السوق. ولكن
ما الحل؟ يطرحالبعضأنيتَّمتغييرقواعدالصوموأصوله؛بحجةغلاءالمعيشة،وأن
الطعام الصيامي، بما فيه من حبوب وزيوت، ي ّضر بصحة الكثيرين، في عالمنا العاجز اليوم. قد يكون هذا الأمر صعب المنال، أو بالحر ّي لا ضرورة له. لا يمكننا تغيير الصوم، فهذا تغييب لطبيعة الكنيسة النسكية. ولكن، هل نترك أولادنا هكذا بلا
|53
بعٌضمنتحّديات الصوم
الش ّماس سلوان جبارة


















































































   51   52   53   54   55