Page 51 - Demo
P. 51

الحقير في رؤساء الكهنة خريسانثوس مطران عكار وصافيتا والحصن وتوابعها، النعمة الإلهية والبركة السماوية تشملان أنفس وأجساد الأبناء
الروحيين المحبوبين بالرب، الكهنة الورعين، والمتقدمين الأكرمين، وسائر أبرشيتنا في عكار وصافيتا والحصن المباركين.
منشوٌررعائٌّي*
لمطران عكار وصافيتا والحصن وتوابعها المث ّلث ال ّرحمات خريسانثوس (صليبا)
(1885-188٩) إنمخلّصنايسوعالمسيح،لهالمجد،لميدعأمًرامفيًدالخلاصنا إلاوأظهرهلنابالقولوالفعل،وأمرناأننعمله،كماأنهأيًضالميترك شيئًامغايًرالإرادتهتعالىونواميسهالمقدسةإلاونهاناعنه؛ولذلكجعلفي
كنيسته المقدسة أسرا ًرا وقوانين ونواميس، لك نحصل بواسطتها على الطاعة الواجبة والمحبةالتامةوعلىالمحافظةاللائقةبُحسنالعبادة،وأمرنامعذلكبحفظهاجميعها.
ومن لا يحفظها يُخطئ بلا شك. لـ ّما كن ُت، بنعمة الله، قد أخذ ُت على ذاتي مسؤولية رعايتكم الروحية، التي لم تكن
لمقاصدأخرىسوى ُحسنالقيامبإجراءالواجباتالرعائية،كانمنالواجبأنأتفّقد أحوالكم ِب ِط ْر ُ ِس البركة هذا، متأم ًلا أن تكونوا جميعكم بالصحة والتوفيق؛ الأمر الذي ي ّسرنيجًدا؛وأ ّسربالأكثرإذاتيّقن ُتمنجهتكم ُحسنالعبادةوالسيرةالمسيحية،ولاسيما
بمثلهذاالصومالشريفالمقدسالذي ُوضعلمنفعةالروح. فالآباء الأفاضل المتألّهو الألباب لـ ّما َزكِ ُنوا ِعظَم شأن فضيلة الصوم، وأنه باب ومدخل
لجميعالفضائلوالأعمالالصالحة،لابلذبيحةحقيقيةنقّدمبهاأنفسناللهنظيرقرابين حّيةذبيحةميتتناعنالدنياوعنأهواءأنفسنا،فنستعدونتأهبلنسيرسيرةروحية بحسبالإنسانالباطن،أكثروامنالاعتناءبالصوم،وقَّدموالناجميعالوسائلالملائمةله،
لك نحصل على الفائدة المقصودة منه بإيفائنا به كما ينبغي. فكان من الواجب أن يبادر المسيحيون لإيفاء الواجبات الدينية في هذه الأيام الجهادية،
معترفين بخطاياهم، ومتقدمين بالخشوع والورع إلى مناولة الأسرار الإلهية، لأنه ليس في الفرائض التي وضعتها الكنيسة على المؤمنين فريضة أقل حفظًا من فريضة الصوم، لأن كثيرين يستسهلون تحرير أنفسهم من أقل صوم، ومن أدنى تق ّشف، فيتقيدون بأشد ميل بال ّشر والتبذير، ويغمضون بصائرهم وأبصارهم ع ّما يتبع ذلك من سوء العاقبة، ويجيبون قائلين: نعم، إن الصوم نافع ولا ينكر عليه، غير أنه لا يوافق ضعف الأجسام الحاصل في
وقتناهذا؛ومعذلك،فلمت ّصرحبهشريعةمامقِّيدةإيّاهبأياممحدودة. فعن هذا نقول: أما عدم موافقته لنحافة الأجسام، فهو وهم في غاية السخافة؛ وذلك ظاهر، لأننا، بحسب الخبرية، ما رأينا ق ّط الأمراض تتولّد عنه، وكث ًيرا ما تتولّد عن الشراهة
* منقو ٌل عن مجلة «الهد ّية»، العدد 46، لعام 1886
|51




















































































   49   50   51   52   53