Page 57 - Demo
P. 57
في الحادي عشر من آذار، العام 843م، وعلى عهد القديس ميثوديوس بطريرك القسطنطينية والقديسة الإمبراطورة ثيوذورة،احتِفلفيالقسطنطينيةباستعادةإكرامالأيقونات بعد حرب دامت ضدها 12٠ سنة. لكن هذا الاحتفال السنوي لم يَ ِصر عادة كنسية عامة مرتبطة بالصوم الكبير إلا في القرن الحادي عشر. قبل ذلك نعرف، من كتاب تيبيكون القسطنطينية القديم،أنالأحدالأولمنالصومكانمخصًصالتذكار أنبياءالعهدالقديم.ليتورجًيا،دخلالتعييد
لإكرام الأيقونات بانسجام مع تذكار
الأنبياء، وطغى عليه مع الزمن، لكن
صلوات هذا الأحد حفظت لنا حتى
يومنا هذا شذرات تقيم أمامنا أولئك
الأنبياء كصور للنسك وكأيقونات
ب َّشرت بالمسيح الآتي ليخلص العالم.
نذكر على سبيل المثال: «اليوم مصاف
الأنبياء مع موسى وهرون يبتهج مسرو ًرا، لأن
الصليب الذي به خلَّصتَنا قد أكمل النبوءات وأشرق
لام ًعا، فبشفاعاتهم أيها المسيح خلّص نفوسنا».
من إيمان نثنائيل إلى إكرام الأيقونة:
رأى نثنائيل، عندما التقى مع المسيح، (يو 1: 43-51) إنسانًا من الناصرة، لكنه اعترفبالإيمانأنهاللهغيرالمُدَرك.رأىجسَدإنسانمنلحموعظام،لكنهاعترف أنه الإله الأزلي. هذا هو الإيمان، نظرة روحية للأمور أبعد من النظرة الجسدية. ونتيجة إيمان نثنائيل انتقل الرب يسوع إلى كشف الحقائق الروحية قائ ًلا: «من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان». الملائكة هم خدام الله السماويون، يرفعون صلوات الناس إليه، ويجلبون عليهم بركته. إ ًذا، يعلِّمنا لقاء المسيح ونثنائيل أننا عندما نعترف بأن يسوع المسيح هو ابن الله المتجسد، لمحبته لنا ومن أجل خلاصنا، نبدأ بالتوجه نحو ملكوت السماوات، نحو
مملكة الثالوث القدوس التي هي: «بر وفرح وسلام» (رو 14: 17). يعلّمنا آباء الكنيسة القديسون أن ابن الله غير المنظور صار إنسانًا مائتًا ليهب
|57
أحد الأرثوذكسية
بين الكتاب المقدس والليتورجيا وروحية الصوم الكبير
عم ّار عوض